ميان ل”إعلام تيفي”: “إذا استمر التهميش سنسير على خُطى آيت بوكماز في مسيرة كرامة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

لوّح سكان دوار إنكيرت التابع لجماعة بن الوديان، قيادة واويزغت بإقليم أزيلال، بتنظيم مسيرة احتجاجية على غرار ما قام به سكان آيت بوكماز، تعبيراً عن نفاد صبرهم بعد سنوات من الإقصاء والتهميش، في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريم، وعلى رأسها شبكة الاتصال والتغطية الهاتفية.

وأكد عبد الرزاق ميان، رئيس جمعية بناء مسجد الموضع، أن سكان الدوار يفكرون بجدية في الخروج للاحتجاج، بعدما استنفدوا جميع الوسائل القانونية والإدارية دون أي تجاوب فعلي من السلطات أو شركات الاتصالات. وقال: “لم نعد نملك غير صوت الشارع، بعد أن سدت في وجهنا أبواب الحوار والتجاوب”.

وكشف ميان ل”إعلام تيفي” أن المنطقة تعاني من انعدام شبه تام لتغطية شبكة الهاتف والأنترنيت منذ عام 2018، وهو ما ينعكس بشكل خطير على حياة السكان، خصوصاً المرضى الذين يحتاجون إلى تواصل مستمر مع المستشفيات والأطباء، قائلاً: “هناك من يعاني من أمراض خطيرة كالسرطان والقصور الكلوي والسكري، وإن وقعت حالة طارئة لا أحد يستطيع حتى الاتصال بسيارة إسعاف”.

وأوضح رئيس الجمعية أن محاولات التواصل بدأت مع العامل السابق للإقليم محمد عطفاوي، الذي لم يردّ قط على مطالبهم، ثم انتقلت إلى العامل الجديد الذي لم يكن أفضل حالاً، بالإضافة إلى شكايات وطلبات تم توجيهها للوالي، دون تسجيل أي رد إيجابي او تجاوب.

وعن مسار التواصل مع شركات الاتصالات، قال ميان: “نراسلهم كل أسبوع، ويؤكدون لنا أنهم قاموا بزيارة ميدانية للدوار، لكن الأمر لا يتعدى الكلام. لم نرَ أي إنجاز على الأرض رغم أن عدد سكان الدوار يصل إلى 2000 نسمة”.

وتطرق كذلك إلى وضعية التعليم في المنطقة، مؤكداً أن الأطفال انقطعوا عن الدراسة عن بُعد خلال جائحة كورونا بسبب غياب شبكة الإنترنت، وأضاف: “هل يعقل أنه في 2025 ما تزال هناك مناطق لا تصلها التغطية؟”.

وإلى جانب مشكل الاتصال، أشار المتحدث إلى أن الطرقات في بعض أجزاء الدوار غير صالحة نهائياً، وأن مظاهر التهميش تمتد لتشمل كل نواحي الحياة، وسط صمت إداري وصفه بـ”المؤلم وغير المبرر”.

ودعا وزارة الداخلية إلى التعجيل بالتجاوب مع الشكاية الموجهة إليها قبل أشهر، نؤكدا أن مصالح الوزارة توصلت بها، لكن لم يتم البت فيها لحد الآن. وقال: “نأمل أن نجد آذاناً صاغية قبل أن نُجبر على التصعيد، لأن ما نطالب به هو حق بسيط؛ شبكة اتصال، طريق، ومستشفى تحفظ كرامة الناس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى