نشطاء يصفونها بـ”الهمجية”.. جدل واسع حول سلوك مراقبي الحافلات بالدار البيضاء

حسين العياشي
شهدت مدينة الدار البيضاء موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار مقاطع فيديو توثق لاعتداءات عنيفة ارتكبها بعض مراقبي الحافلات في حق ركاب، ضمن شبكة النقل الحضري التي تديرها شركة “ألزا”. المقاطع أظهرت مشاهد صادمة، أحدها يوثق قيام مراقب بتوجيه لكمات متتالية إلى أحد الركاب، فيما أبانت أخرى عن عمليات تفتيش جسدي اعتبرها نشطاء “مهينة” ولا تدخل ضمن صلاحيات المراقبين.
أمام هذا السيل من الانتقادات، سارعت شركة “كازا باص”، المشغلة للقطاع، إلى إصدار بلاغ تعلن فيه عن فتح “تحقيق داخلي عاجل”، مع التعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين. غير أن الاعتذار لم يوقف الجدل الذي تجاوز الواقعة ليفتح النقاش حول طبيعة مهام المراقبين وحدود تدخلهم.
عدد من المعلقين اعتبروا أن وظيفة المراقب محددة في “التحقق من التذكرة أو تسجيل المخالفة”، ولا تمنحه مطلقًا حق اللجوء إلى العنف أو ممارسة أدوار أمنية. ووصف نشطاء ما جرى بـ”الهمجية”، محذرين من أن هذه الممارسات تسيء لصورة الشركة وتعمّق أزمة الثقة بين المواطن ومرفق النقل العمومي.
من جهة أخرى، أرجع بعض المراقبين تصرفاتهم إلى ظروف العمل الصعبة وما يتعرضون له من سب وشتم أو اعتداءات بسبب ظاهرة التهرب من الأداء، غير أن رواد الفضاء الافتراضي رفضوا هذا التبرير، معتبرين أن الضغط المهني لا يبرر العنف، بل يكشف عن “إخفاق الشركة في تمكين موظفيها من أدوات فعّالة لإدارة النزاعات”.
وبينما تتواصل التفاعلات الغاضبة، يطالب نشطاء وفاعلون مدنيون بمراجعة أسس التكوين والتوظيف داخل الشركة، لضمان مراقبين يتحلون بروح المسؤولية والمهنية بدل ما وصفوه بـ”عقلية القائد الشعبي”، مؤكدين أن معالجة الاختلالات الراهنة باتت ضرورة ملحة لصون كرامة الركاب وإعادة الاعتبار لصورة النقل الحضري بالدار البيضاء.





