نعوم : سيناريوهات عديدة  تنتظر العلاقات المغربية الفرنسية في حال وصل اليمين المتطرف للحكم

خديجة بنيس: صحافية متدربة

تصدر اليمين المتطرف الدورة نتائج الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع الرأي.

ووفقا لهذه النتائج، وبالنظر إلى التقارير الإعلامية التي ترجح كفة اليمين في اعتلاء زعيمه الشاب جوردان بارديلا الحكم، كما أن التوقعات الأولى لعدد المقاعد في الجمعية الوطنية تشير إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الأحد المقبل. وفق ما أوردته وكالة فرانس بريس.

إمكانية صعود اليمين المتطرف إلى قبة الحكم في فرنسا؛ جعل الشارع المغربي يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية التي تميزت بالتأرجح وعدم الاستقرار في الآونة الأخيرة.

وفي هذا الصدد سجل عبد الفتاح نعوم باحث في العلوم السياسية، أستاذ متخصص في العلاقات الدولية لموقع “إعلام تيفي”، أن صعود اليمين المتطرف في فرنسا يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من السيناريوهات التي يمكن أن تذهب إليها العلاقات المغربية الفرنسية.

مضيفا أنه إذا تم الأخذ بعين الاعتبار المواقف المعلنة من اليمين المتطرف بخصوص مسألة الهجرة والمهاجرين مثلا، يقول نعوم :” سيكون من بين البنود التي تراجع فيما يتعلق بعلاقة فرنسا بمسألة المهاجرين.”.

مشيرا أنه لن يكون هناك تغيير كبير قياسا أيضا بالتشنج الذي حظيت به السياسات الفرنسية حتى في عهد الرئيس ماكرون اتجاه مسألة الهجرة والمهاجرين أو مسألة ما ارتبط بقضية التأشيرات عموما.

ويبرز المتحدث أن هناك أيضا قدر هام من التشنج الخطابي المضاد للإسلام والمسلمين وهذا قد يؤثر على العلاقات المغربية الفرنسية في اتجاهات ذات صلة بالديمغرافية الإسلامية في فرنسا بشكل عام.

ويضيف أنه فيما يتعلق بالجالية المغربية المسلمة في فرنسا المعروفة بحضورها الهام والوازن جدا على مستوى الاعتدال الإسلامي والقيم الإسلامية السمحاء، هو حضور يزعج كثيرا اليمين المتطرف.

وتابع الأستاذ عبد الفتاح نعوم أنه بشكل عام اليمين المتطرف لن يعامل المغاربة المقيمين في فرنسا على نحو معين؛ لكنه هو لديه مشكل عموما مع المسلمين وبالتالي تحت هذا البند يمكن أن تسوء العلاقات أو أن تكون العلاقات المغربية الفرنسية ذاهبة في منحى غير صحي من هذا الجانب.

بالإضافة إلى هاتين النقطتين جاء في تصريح الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية، أنه يمكن للعلاقات المغربية الفرنسية أن تكون في حالة أفضل، ويؤكد الدكتور نعوم ذلك بأن اليمين المتطرف الفرنسي يشجع فكرة الحفاظ على المصالح الفرنسية، والحفاظ على هذه المصالح بالنسبة لليمين وهو الأمر الذي يتقاسمه اليمين الفرنسي مع اليمين في الدول الأخرى، وهذه المصالح يتابع الدكتور نعوم،” تمر إلزاما من: أولا عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وعدم جر فرنسا إلى مواضيع وقضايا ومشاكل لا علاقة لها بها، وهذا ما يلوم به اليمين المتطرف ماكرون، خصوصا الاتهامات التي يواجه بها ماكرون بأنه أساء وأفسد العلاقات المغربية الفرنسية، لا فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب خصوصا في قضاياه الوطنية أو شؤونه السيادية، ولا فيما يتعلق أيضا بتدخلات فرنسا في التوجهات الاقتصادية للمغرب وعلاقات المغرب بإفريقيا أو العلاقات المغربية الإفريقية،” ويتابع المتحدث بأن هذا يزعج فرنسا ويزعج تيارات كثيرة.

وألمح نعوم في هذا السياق إلى أن اليمين يعد بأنه سيترفع ويبتعد عن هذه التوترات، وهذا ربما ما نقرأه من موقف فرنسا من سياسة التوسع الأوروبي.

وأوضح الأستاذ عبد الفتاح نعوم بأن اليمين لديه موقف من سياسة التوسع الأوروبي بحيث أنه ينظر إلى هذه المسألة على أنها شيء يضر بأوروبا، أي أن توسع أوروبا وضمها لدول لديها مشاكل مثلا مع روسيا على سبيل المثال أوكرانيا هذا يجعل أوروبا تقع في اختبارات صعبة تصبح بنظر اليمين أداة جيوسياسية في مواجهة الروس.

وسجل نعوم أنه قياسا على هذا الموقف يمكن القول إن اليمين الفرنسي والألماني والإيطالي هو يمين أوروبي يضع القضايا الأوروبية من الأولويات وبالتالي هذا مؤشر آخر هام قد يؤدي إلى تجويد وتطوير العلاقات المغربية الفرنسية.

زر الذهاب إلى الأعلى