
فاطمة الزهراء أيت ناصر: صحافية متدربة
أتم المغرب وروسيا في فاتح شتنبر الماضي 66 عامًا من العلاقات الثنائية التي شهدت تحولات متعددة ومراحل مفصلية. ومن أبرز محطات هذه العلاقات، الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا في عام 2016، والتي وصفها العديد من الخبراء بأنها نقطة تحول بارزة عززت الروابط بين البلدين على كافة المستويات.
تطور إيجابي في العلاقات الثنائية
وفي هذا السياق قال الدكتور عبد الفتاح نعوم أستاذ بجامعة قاضي عياض بمراكش “العلاقة بين المغرب وروسيا لا تخرج عن الاتجاه العام الذي خططت له السياسة الخارجية المغربية، المنطلقة من الرؤية الملكية القائمة على فكرة تنويع الشركاء. بالرغم من وجود اشتباكات بين روسيا وشركاء المغرب الآخرين، فإن المغرب، بفضل منهجيته المتوازنة، قادر على إقامة علاقات مستقرة وجيدة مع مختلف القوى الدولية، بما في ذلك روسيا، أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية”.
احترام القوانين الدولية كأساس للتعاون
وأكد الدكتور في تصريحه لموقع “إعلام تيفي” أن المغرب يعتمد في علاقاته الاقتصادية مع روسيا على احترام قواعد القانون الدولي في التعاملات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن “تعريض العلاقات الاقتصادية لأي اهتزازات جيوسياسية أو ظرفية يفقد الدول مصداقيتها. المغرب شديد الحرص على مصداقيته وموثوقيته في العلاقات الدولية، وهو ما يجعله نموذجًا فريدًا في بناء علاقاته مع روسيا، الصين، أوروبا، والولايات المتحدة”.
موقف المغرب من الأزمة الأوكرانية
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، قال الخبير “تمكن المغرب من الحفاظ على توازنه القانوني في هذه القضية. فقد أكد مرارًا في كثير من المناسبات على احترام القانون الدولي وسلامة أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مع دعوته الدائمة إلى تجنب استخدام القوة أو التهديد بها، باعتبارها أفعالًا مجرمة في القانون الدولي”.
نموذج مغربي فريد في العلاقات الدولية
وأوضح المحلل السياسي أن” إصرار المغرب على مبادئه يجعله قادرًا على التعامل بوضوح مع شركائه التقليديين والجدد، مع الحفاظ على نفس المعايير في كل مكان وظرف. المغرب لا يزن الأمور بمكيالين أو أكثر، بل يتبع مكيالًا واحدًا يتمثل في احترام العلاقات الدولية والاختيارات السيادية للدول.”
وأضاف المتحدث “بهذا النهج المتوازن، يقدم المغرب نموذجًا فريدًا في العلاقات الدولية، حيث يُظهر قدرته على تحقيق التوازن بين المصالح المتنوعة، مع الالتزام بمبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول. هذه الرؤية هي التي تدفع العلاقات المغربية-الروسية إلى آفاق أوسع من التعاون والشراكة”.





