
فاطمة الزهراء أيت ناصر
في مشاهد تختصر حجم المأساة المؤجلة، توصلت “إعلام تيفي” بعدد كبير من الفيديوهات القادمة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، كجماعة أجوكّاك التابعة لقيادة تلات نيعقوب، وجماعة أزكور التابعة لدائرة أمزميز بإقليم الحوز تظهر عشرات الأسر وهي ما تزال تعيش داخل خيام بلاستيكية هشة، في مواجهة مباشرة مع تساقطات ثلجية غطت الجبال والخيام على حد سواء.
داخل الخيام البلاستيكية الهشة، يعيش متضررو زلزال الحوز أوضاعا إنسانية بالغة القسوة، حيث لم تعد هذه الخيام قادرة على حمايتهم من البرد القارس، ولا من التساقطات الثلجية الكثيفة مع كل موجة برد، تتحول الخيمة إلى مساحة خانقة، تتسرب إليها الرياح من كل الجهات، فيما تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة، في ظل غياب وسائل التدفئة وضعف الإمكانيات، ما يجعل البقاء داخلها معاناة يومية لا تطاق.
وفي شهادة مؤثرة، قال أحد المتضررين إن العيش داخل الخيمة يشبه العيش داخل ثلاجة، مؤكدا أن الثلوج حاصرته لساعات طويلة ومنعته من الخروج، بعدما غطت الخيمة بالكامل، هذا المتضرر، الذي فقد زوجته وجميع أطفاله جراء الزلزال، يعيش اليوم مأساة مضاعفة، بعدما حرم أيضا من الدعم المخصص للمتضررين، ليجد نفسه وحيدا في مواجهة البرد، الفقد، والإقصاء، داخل خيمة لا تقي من الموت البطيء.
شتاء جديد يحل على الضحايا، فيما المعاناة القديمة تتجدد بحدة أكبر، أسر بأكملها دخلت عامها الثالث دون حلول سكنية حقيقية تضمن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، في ظل برد قارس ودرجات حرارة تنخفض إلى ما دون الصفر، وتظهر المقاطع المصورة رجالا يزيحون الثلوج بأيديهم العارية عن خيام أثقلها الجليد، وكادت تنهار فوق رؤوس قاطنيها.
ورغم الخوف من حملات إزالة الخيام في بعض المناطق، لم يتردد المتضررون والنشطاء في توثيق معاناتهم بالصوت والصورة، ونقلها من قلب القرى الجبلية التي اكتست بالبياض، صرخات الغضب القادمة من هناك تطالب المسؤولين بترك مكاتبهم الدافئة، والنزول إلى الميدان للاطلاع على حقيقة الأوضاع، بدل الاكتفاء بأرقام يعتبرها الضحايا مغلوطة وخطابات رسمية لا تعكس واقعهم اليومي.
وإلى جانب استنكارهم حرمان عدد من الأسر من التعويضات ودعم إعادة البناء، عبر المتضررون عن غضبهم من تقليص مبلغ الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المنهارة من 14 مليون سنتيم إلى 8 ملايين، ثم تقسيمه إلى أشطر، ما اعتبروه إجراء يعقد عملية البناء ويجعلها شبه مستحيلة في ظل غلاء المواد وظروف العيش القاسية.
وما زال المتضررون يعيشون داخل خيام بلاستيكية وأكواخ مؤقتة، دون أي انفراج يذكر في الملف، مضيفا أن من لم يستفد من الدعم يعاني الإقصاء، فيما يواجه المستفيدون عراقيل متعددة تعرقل بناء منازلهم.
وتتفاقم هذه المعاناة مع تحذيرات المديرية العامة للأرصاد الجوية، التي تؤكد استمرار سوء الأحوال الجوية بالمناطق المتضررة، مع توقع تساقطات ثلجية كثيفة قد تصل إلى 80 سنتيمترا في أقاليم الحوز وورزازات وأزيلال، ما ينذر بمزيد من المخاطر على أسر تعيش أصلا على حافة الخطر.







