نقابة التعليم تلوح بتصعيد نضالي بعد فشل الحوار مع المديرية الإقليمية بالجديدة

حسين العياشي
بعد ثلاثة أيام من الاعتصام الإنذاري الذي نظمه المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بالجديدة، تجدد التوتر مجددًا في العلاقة بين النقابة والمديرية الإقليمية للتعليم، إثر اجتماع دام لعدة ساعات بين الطرفين يوم الأربعاء. الاجتماع الذي جاء في إطار الحوار بين النقابة والمديرية انتهى، وفقًا لما صرح به أعضاء النقابة، دون تحقيق أي تقدم حقيقي في الملفات العالقة، ليظل الوضع كما هو عليه، مما أثار استياءً كبيرًا في أوساط النقابيين.
في بلاغ صادر عنها، أوضحت النقابة أنها حضرت الاجتماع “بروح إيجابية وإيمان بفضيلة الحوار البناء”، مستجيبة لدعوة المدير الإقليمي، على أمل التوصل إلى حلول ملموسة لمجموعة من القضايا العالقة. لكن وبعد أربع ساعات من النقاش، فوجئوا، بحسب البلاغ، بـ”نهج الهروب إلى الأمام وتعويم النقاش”، وهي تصرفات اعتبرتها النقابة تكرارًا لما وصفته بـ”السلوك المنهجي” الذي يعتمد عليه المسؤول الإقليمي لإخفاء “الاختلالات التدبيرية” التي سبق وأن تم التنبيه إليها في بيانات سابقة.
النقابة لم تتوقف عند هذا الحد، بل اتهمت المديرية الإقليمية بمحاولة “تمويه الرأي العام المحلي” من خلال “تبرير الأخطاء التدبيرية بمبررات واهية”، مشيرة إلى أن هذه المبررات “لا تستند إلى نصوص قانونية أو مذكرات تنظيمية”. وأضافت النقابة أن المدير الإقليمي يسعى، من خلال هذه المناورات، إلى تحويل الترافع النقابي المشروع ضد سوء التدبير إلى “صراع نقابي–نقابي”، وهو ما يعد بالنسبة لها محاولة للتغطية على إخفاقات في إدارة القطاع.
واستمر البلاغ في تسليط الضوء على ما وصفته النقابة بـ”الارتباك” في تدبير الدخول المدرسي، مؤكدة أن المديرية “تواصل ضرب مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص”، خصوصًا في ما يتعلق بتغطية الخصاص في بعض المواد الدراسية مثل التربية البدنية، الإنجليزية والفلسفة، التي تم تعيينها من خارج السلك ودون الإعلان عنها بشكل رسمي أو وفق معايير شفافة. وانتقدت النقابة أيضًا “التقاعس” في اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن حادثة التسمم الغذائي التي تعرض لها عدد من الأساتذة خلال تكوين مدارس الريادة، معتبرة ذلك تهاونًا في التعامل مع مشكلات صحة العاملين.
في ختام بيانها، أكد المكتب الإقليمي للنقابة استعداده التام لخوض “كل الأشكال النضالية المشروعة”، معلنًا أن تفاصيل “معركة رد الاعتبار” ستُعلن في بيان لاحق. كما دعا النقابة الشغيلة التعليمية إلى “التحلي باليقظة والتعبئة” للدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لرفع الصوت والتصدي لما اعتبرته “ممارسات لا تطاق” في تدبير الشأن التعليمي على مستوى المديرية الإقليمية.
هكذا، يبقى المشهد في انتظار تطورات جديدة في الصراع القائم، حيث تعكف النقابة على تحضير خطوات نضالية أخرى تضمن استمرار الضغط على المديرية الإقليمية، في وقت يسود فيه توتر في أوساط المعنيين بالتعليم في الإقليم.