نقص حاد في أكياس الدم يهدّد حياة المرضى بجهة فاس-مكناس

حسين العياشي
يواجه القطاع الصحي في قلب جهة فاس-مكناس، تحديًا بالغ الخطورة، يتجلى في النقص الحاد لأكياس الدم، في وقت تتزايد فيه حالات الطوارئ الطبية. هذا العجز لا يقتصر على كونه إحصائية طبية، بل هو واقع يومي يهدّد حياة المرضى، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة أو ضحايا حوادث السير. البرلمانية إلهام الساقي، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، سلّطت الضوء على هذه الأزمة، مطالبة بتدخل عاجل لمعالجة هذا الخصاص الذي أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا للمنظومة الصحية في المنطقة.
تشير المعطيات إلى أن مركز تحاقن الدم الجهوي بمدينة فاس، يحتاج يوميًا إلى ما بين 150 و170 متبرعًا لتلبية الطلب المتزايد على أكياس الدم ومشتقاته. ومع ذلك، لا يزال المركز يواجه صعوبة في تأمين هذه الكميات، مما يؤدي إلى عجز في المخزون، خاصة خلال فترات الذروة مثل فصل الصيف أو المناسبات الدينية، حيث تنخفض معدلات التبرع بشكل ملحوظ.
هذا النقص الحاد ينعكس بشكل مباشر على قدرة المستشفيات في فاس ونواحيها على تلبية احتياجات المرضى. ففي ظل تزايد الحوادث المرورية والعمليات الجراحية الطارئة، يصبح تأمين أكياس الدم أمرًا بالغ الأهمية. وقد أشار المركز الوطني لتحاقن الدم إلى أن بعض المناطق، مثل فاس، تعاني من نقص حاد في المخزون، مما يهدّد حياة المرضى الذين يعتمدون على هذه المادة الحيوية.
في ظل هذه الظروف، تُطالب البرلمانية إلهام الساقي الوزارة باتخاذ تدابير عملية لمعالجة هذا الخصاص، من خلال تعزيز حملات التوعية بأهمية التبرع بالدم، وتوسيع شبكة مراكز تحاقن الدم في المنطقة، وتوفير حوافز تشجع المواطنين على المشاركة الفعّالة في هذه العملية الإنسانية.





