هاري: الصحة والتعليم والعدالة مطالب شرعية.. والمشاركة الانتخابية هي الحل

حسين العياشي
خرج البطل العالمي السابق في الكيك بوكسينغ بدر هاري عن صمته، موجها رسالة مؤثرة إلى الجيل الجديد. عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، عبّر هاري عن تفهمه العميق لمطالب الشباب الذين خرجوا للتظاهر، لكنه في الوقت ذاته شدد على أن الاحتجاج السلمي هو السبيل الوحيد المشروع للتعبير عن المطالب، محذرًا من الانجرار إلى العنف أو أعمال الشغب التي لا تخدم إلا أعداء الاستقرار.
وقال هاري إن المطالب شرعية بالفعل، غير أن العنف لا يمكن أن يكون خيارًا، فالمطالبة بالتقدم حق، لكن اللجوء إلى التخريب أو الفوضى أمر مرفوض، لأنه يضر بالعمال والأسر والمواطنين الذين ينشدون الكرامة والمستقبل الأفضل.
ولم يكتف بطل الكيك بوكسينغ بهذا التحذير، بل مضى إلى قراءة أعمق للسياق المغربي. فحسب قوله، فإن المطالب التي يرفعها الشباب اليوم تتعلق بقطاعات حيوية تمس حياتهم اليومية مثل الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، وهي مطالب طبيعية تعكس رغبة صادقة في تحسين شروط العيش وتوسيع هوامش الكرامة. لكنه أشار أيضًا إلى أن الاعتراف بهذه الحاجيات لا يعني إنكار المنجزات التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة.
فقد ذكّر هاري بالخطوات الكبيرة التي قطعها المغرب على مستوى النمو الاقتصادي، والاستثمارات في البنية التحتية، وبروز صناعات واعدة، معتبرًا أن المملكة باتت قوة صاعدة، ليس فقط إقليميًا بل دوليًا. وأضاف أن المغرب لم يعد متفرجًا، بل صار لاعبًا رئيسيًا، خصوصًا في مجالات مثل الفوسفاط والهيدروجين الأخضر الذي يمثل مستقبل الطاقة.
كما توقف عند المكانة الدبلوماسية للمغرب في إفريقيا والعالم، مؤكدًا أن المملكة أضحت نموذجًا ملهمًا لدول عدة في القارة من حيث الحضور الاقتصادي والسياسي. واعتبر أن الرهان اليوم ليس هدم ما تحقق، بل ترسيخ المكتسبات وتوسيعها، مؤكدا أن الواجب هو تعزيز ما بُني والمطالبة بالمزيد من أنفسنا.
ولم يخف هاري تفاؤله بالمستقبل، مشددًا على أن قوة المغرب تكمن في رؤية الملك، وحيوية الشباب، وإبداع الشعب، وإسهامات الجالية المغربية بالخارج. هذه العناصر مجتمعة، في نظره، كفيلة بتأمين موقع ريادي للمملكة في المستقبل.
واختتم بدر هاري رسالته بدعوة صريحة للشباب إلى الانخراط المدني والمشاركة الديمقراطية، عبر الإيمان بقوة الأفكار والاقتراع والانخراط في البرامج الانتخابية، معتبرًا أن هذه هي الأداة الحقيقية التي تتيح للأجيال رسم ملامح مستقبلها. وأكد أن التحدي ليس في إثبات أن التقدم حقيقي، بل في كيفية تعميقه وتسريعه ليشمل كل المغاربة. فإذا توحدت الطاقات، فالمستقبل سيكون مبنيًا على القيادة والكرامة والازدهار المشترك.