هلال: ترامب أنهى الجمود وفتح صفحة جديدة في قضية الصحراء المغربية

حسين العياشي
تحدث السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في حوار مطوّل مع برنامج “Saturday Report”، عن البعد التاريخي والسياسي للقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن، والذي كرس سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، معتبراً أن ما تحقق يمثل لحظة فاصلة في مسار القضية الوطنية.
قال هلال إن هذا القرار يجسد «لحظة وحدة وطنية تتوج مسيرة ملك وشعب وتاريخ»، مبرزاً أنه ليس وليد الصدفة، بل ثمرة خمسين سنة من الكفاح الدبلوماسي والعمل الدؤوب والصبر الطويل. وأكد أن الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء هو نتيجة منطقية لمسار متواصل من الجهود السياسية والديبلوماسية التي قادها المغرب تحت توجيهات الملك محمد السادس، مستنداً إلى شرعية تاريخية عميقة تعود إلى ارتباط سكان الصحراء بالعرش العلوي عبر القرون.
وتحدث السفير المغربي عن المشاعر الجياشة التي عمّت ربوع البلاد فور الخطاب الملكي، حين خرج ملايين المغاربة إلى الشوارع في مظاهر فرح وفخر وطني نادر، ذكّر بأجواء المسيرة الخضراء، مؤكداً أن وحدة المغاربة حول قضيتهم الأولى تجسد أقوى ردّ على كل محاولات التشكيك أو التقسيم.
وفي معرض حديثه عن الموقف الأمريكي، قال هلال إن التاريخ سيسجل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أول زعيم من القوى الكبرى يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، معتبراً أن ذلك القرار أنهى فعلياً حالة الجمود التي كانت تخيم على مجلس الأمن بشأن هذا الملف. وأضاف أن هذا الاعتراف فتح الباب أمام دينامية دولية جديدة، حيث عبّرت دول كبرى كفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره الحل الواقعي والوحيد القابل للتطبيق.
وأشار السفير إلى أن ما يجري اليوم هو «تكرار جميل للتاريخ»، فالمغرب – كما قال – كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة قبل أكثر من قرنين، وها هي أمريكا اليوم تعترف بسيادة المغرب على صحرائه، في مشهد يرمز إلى عمق العلاقات بين البلدين وإلى وفاء التاريخ لروابطه القديمة.
ونظر هلال إلى المستقبل بروح من التفاؤل، معرباً عن أمله في أن تشكل هذه المرحلة الجديدة مدخلاً لمصالحة مغاربية شاملة تنهي عقود الجمود والانقسام، وتفتح الباب أمام بناء تكامل اقتصادي في منطقة تُعدّ الأقل اندماجاً في العالم بسبب هذا النزاع المفتعل.
وختم الدبلوماسي المغربي حديثه بدعوة الإعلامية الأمريكية إلى زيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب للاطلاع عن قرب على التحولات التنموية التي تعرفها المنطقة، قائلاً بابتسامة تعكس اعتزازه: «تعالي لتشهدي بنفسك نهضة الصحراء المغربية، وشاركي المغاربة الاحتفال بيوم الوحدة المقبل… سترين شعباً متماسكاً، وبلداً يسير بثقة نحو المستقبل».





