نبض الشارع لا يعنيهم ..غياب شبه تام لممثلي مدينة وجدة في البرلمان

وجدة: زوجال قاسم
في الوقت الذي تؤكد فيه التوجهات الملكية السامية على ضرورة تحقيق العدالة المجالية وتعزيز التنمية بالمناطق الحدودية، تسجل الساكنة المحلية بمدينة وجدة غيابًا شبه تام لممثليها في البرلمان عن أداء أدوارهم الدستورية، خصوصًا في ظل الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه المدينة وارتفاع معدلات البطالة في صفوف شبابها.
فرغم ما تزخر به الجهة الشرقية من إمكانات بشرية ومؤهلات اقتصادية واعدة، ينتظر أن تتعزز مستقبلًا بفضل مشروع ميناء الناظور المتوسطي ومشاريع أخرى ذات بعد جهوي، إلا أن مواطني مدينة المساجد، تسجل غياب المبادرات الجادة لنواب دائرة وجدة أنكاد، الذين كان يُفترض أن يشكلوا قوة ضغط برلمانية للدفاع عن أولويات التنمية المحلية وجلب الاستثمارات المنتجة لفرص الشغل.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن هذا الغياب يكرس حالة من الجمود البرلماني، تتجلى في ضعف الترافع داخل المؤسسة التشريعية عن القضايا التي تهم المدينة، وفي مقدمتها التشغيل، والصحة، والتعليم، والبنيات التحتية، كما أن غياب المقترحات العملية والمساءلات الموجهة للقطاعات الحكومية ذات الصلة، يعمّق شعور المواطنين بتراجع الأدوار التمثيلية لبرلمانيي وجدة في هذه الولاية التشريعية.
من جهة أخرى، يعتبر عدد من المراقبين أن استمرار هذا الوضع يتنافى مع روح الخطابات الملكية التي دعت، في أكثر من مناسبة، إلى تعبئة جميع الطاقات السياسية والمؤسساتية للنهوض بالمناطق الحدودية، وعلى رأسها مدينة وجدة، باعتبارها مركزًا محوريًا للتنمية الجهوية ورافعة للتكامل الاقتصادي.
ويؤكد هؤلاء أن المدينة في حاجة إلى ممثلي أمة فاعلين قادرين على المرافعة الجادة داخل قبة البرلمان، والمساهمة في بلورة حلول عملية تضمن إدماج الشباب في سوق الشغل، وتحسين الخدمات الاجتماعية، واستقطاب مشاريع استثمارية كبرى تليق بمكانة عاصمة جهة الشرق.
ويطرح هذا الغياب البرلماني تساؤلات حول مدى فعالية النخب السياسية الحالية وقدرتها على التجاوب مع نبض الشارع، خاصة في سياق وطني يتطلب تعبئة شاملة ومسؤولة لدعم أوراش الدولة الاجتماعية والتنموية.
كما يخلص المراقبون إلى أن استرجاع ثقة المواطنين في العمل البرلماني يمر عبر حضور فعلي لممثلي الأمة، وتجسيد حقيقي لمفهوم المسؤولية والمحاسبة، حتى لا تبقى وجدة خارج السرب، في وقتٍ تتجه فيه المملكة بثبات نحو تنمية متوازنة وشاملة تشمل كل ربوع الوطن.