ورزازات.. ساكنة حي المقاومة تستغيث من الوضع الكارثي لمجزرة البلدية 

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

بعد مرور فترة من التواصل مع رئيس الجماعة، ربط موقع “إعلام تيفي” الاتصال بساكنة حي المقاومة بمدينة ورزازات، لمعرفة مستجدات القضية المرتبطة بمجزرة البلدية والحضائر المحاذية لها.

وأوضحت الساكنة أن نائب رئيس البلدية سبق أن استقبلهم وأصدر قرارًا بتشكيل لجنة تفقدية ضمت طبيبًا بيطريًا، قائد المنطقة، رئيس جمعية الجزارين ومسؤولين آخرين، حيث خلصت إلى ضرورة هدم الحضائر والاحتفاظ بواحد فقط لاستقبال البهائم ليلة قبل الذبيحة.

غير أن هذا القرار لم يطبق، بعدما استقبل رئيس الجماعة الجزارين، الذين طالبوا بالإبقاء على الحضائر مقابل تنظيفها وترميمها، وهو ما تم بالفعل بشكل صوري عبر صباغة الجدران بمادة “الجير”، فيما ظل الوضع على حاله دون أي تغيير يذكر.

وعبرت الساكنة عن استيائها الشديد من استمرار المعاناة، حيث تحولت حياة المواطنين إلى جحيم يومي. فخلال الصيف تتضاعف الرائحة الكريهة بسبب امتزاج مخلفات البهائم مع المياه المستعملة لرش الاسطبل في بداية النهار.

 

ما نتج عنه أمراض جلدية والتهابات تنفسية للعديد من السكان، بينهم طفلة تعرضت للدغة بعوض سام انتهت بإصابتها بالتهاب خطير في يدها.

 

وعبرت الساكنة عن خوف كبير من الهجمات المتكررة للكلاب الضالة التي تنتشر بمحيط المجزرة، خاصة في أوقات الليل وساعات الصباح الباكر، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة المارة.

ويزداد القلق بشكل خاص على الأطفال أثناء لعبهم خارج المنازل، الأمر الذي يدفع الأسر إلى عدم مفارقة أبنائهم ولو للحظة، مخافة تعرضهم لأي اعتداء مباغت من هذه الكلاب التي باتت مصدر رعب دائم للسكان.

ويشكو الساكنة من مشهد يومي مزعج يتمثل في رمي مخلفات الذبيحة وبقايا الأحشاء في أزقة الحي ومحيط المجزرة، حيث تتحول هذه البقايا إلى مصدر للروائح الكريهة وتكاثر الحشرات، إضافة إلى استقطاب الكلاب والقطط الضالة التي تعيث في المكان فوضى، مما يزيد من معاناة الساكنة ويجعل البيئة المحيطة غير صالحة للعيش الكريم.

 

إلى جانب ذلك، أكد السكان أن العقار في الحي فقد قيمته، حيث انخفضت أسعار المنازل إلى الثلث بسبب الأوساخ والروائح والحشرات المنتشرة، ما دفع العديد منهم للتفكير في الرحيل، غير أن غلاء الكراء حال دون ذلك.

وحسب الساكنة، الوضع داخل المجزرة نفسها لا يقل خطورة، حيث يتم الاحتفاظ بمخلفات الذبيحة مثل الجلود “الهيدورة”، وهو ما يتسبب في انتشار روائح كريهة، فضلاً عن تكاثر الجرذان والكلاب والذباب السام، الذي يعرض حياة المواطنين لمخاطر صحية جسيمة تستدعي التوجه للمستعجلات بمجرد الإصابة بلدغاته.

وبينما يتم التسابق لتنظيم المهرجانات باعتبارها جزءًا من التنمية، تبقى صحة المواطن بلا قيمة تُذكر، حسب تعبير الساكنة.

وصرح أحد الساكنة لـ “إعلام تيفي” أن المجزرة تفتقر إلى أي صيغة قانونية، ومع ذلك تم تزويدها بالكهرباء والماء في ظرف أسبوع فقط بعد تقديم شكاية، بينما يواجه المواطنون صعوبات وتعقيدات إدارية للحصول على نفس الحق بمنازلهم.

وأكدت الساكنة على أن الوضع كارثي ويفتقر لأبسط شروط النظافة، وأن معاناتهم مستمرة منذ سنوات في غياب حلول ملموسة، رغم تقديمهم شكايات رسمية لرئيس الجماعة، الذي ربط لاحقًا المجزرة بالماء والكهرباء بعد أسبوع من زيارة الساكنة له، دون أن يتغير الواقع الذي يهدد صحة وحياة المئات يوميًا.

وسبق لمنبر “إعلام تيفي” أن نشر مقالين مفصلين حول معاناة الساكنة مع الوضع الكارثي للمجزرة وما يترتب عنه من أضرار صحية وبيئية خطيرة.

هل تتحول المجزرة البلدية بورزازات إلى فضاء للذبيحة السرية؟

بناصر ل”إعلام تيفي”: “المجزرة القديمة قنبلة صحية.. وسكان ورزازات يشعرون بالحُكرة”

وفي هذا السياق، جاء جواب رئيس الجماعة الذي أكد أن المجلس غير معارض لإحداث حلول جذرية، غير أن الميزانية لم تسمح ببرمجة مشروع جديد، مشيرًا إلى أن الأمر سيُطرح للنقاش خلال الدورة المقبلة.

الذبيحة مراقبة ولا مجال للفوضى بورزازات.. رئيس الجماعة يوضح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى