
فاطمة الزهراء ايت ناصر
بعد مرور فترة من التواصل مع رئيس الجماعة، ربط موقع “إعلام تيفي” الاتصال بساكنة حي المقاومة بمدينة ورزازات، لمعرفة مستجدات القضية المرتبطة بمجزرة البلدية والحضائر المحاذية لها.
وأوضحت الساكنة أن نائب رئيس البلدية سبق أن استقبلهم وأصدر قرارًا بتشكيل لجنة تفقدية ضمت طبيبًا بيطريًا، قائد المنطقة، رئيس جمعية الجزارين ومسؤولين آخرين، حيث خلصت إلى ضرورة هدم الحضائر والاحتفاظ بواحد فقط لاستقبال البهائم ليلة قبل الذبيحة.
غير أن هذا القرار لم يطبق، بعدما استقبل رئيس الجماعة الجزارين، الذين طالبوا بالإبقاء على الحضائر مقابل تنظيفها وترميمها، وهو ما تم بالفعل بشكل صوري عبر صباغة الجدران بمادة “الجير”، فيما ظل الوضع على حاله دون أي تغيير يذكر.
وعبرت الساكنة عن استيائها الشديد من استمرار المعاناة، حيث تحولت حياة المواطنين إلى جحيم يومي. فخلال الصيف تتضاعف الرائحة الكريهة بسبب امتزاج مخلفات البهائم مع المياه المستعملة لرش الاسطبل في بداية النهار.
ما نتج عنه أمراض جلدية والتهابات تنفسية للعديد من السكان، بينهم طفلة تعرضت للدغة بعوض سام انتهت بإصابتها بالتهاب خطير في يدها.
وحسب الساكنة، الوضع داخل المجزرة نفسها لا يقل خطورة، حيث يتم الاحتفاظ بمخلفات الذبيحة مثل الجلود “الهيدورة”، وهو ما يتسبب في انتشار روائح كريهة، فضلاً عن تكاثر الجرذان والكلاب والذباب السام، الذي يعرض حياة المواطنين لمخاطر صحية جسيمة تستدعي التوجه للمستعجلات بمجرد الإصابة بلدغاته.
وبينما يتم التسابق لتنظيم المهرجانات باعتبارها جزءًا من التنمية، تبقى صحة المواطن بلا قيمة تُذكر، حسب تعبير الساكنة.
وصرح أحد الساكنة لـ “إعلام تيفي” أن المجزرة تفتقر إلى أي صيغة قانونية، ومع ذلك تم تزويدها بالكهرباء والماء في ظرف أسبوع فقط بعد تقديم شكاية، بينما يواجه المواطنون صعوبات وتعقيدات إدارية للحصول على نفس الحق بمنازلهم.
وأكدت الساكنة على أن الوضع كارثي ويفتقر لأبسط شروط النظافة، وأن معاناتهم مستمرة منذ سنوات في غياب حلول ملموسة، رغم تقديمهم شكايات رسمية لرئيس الجماعة، الذي ربط لاحقًا المجزرة بالماء والكهرباء بعد أسبوع من زيارة الساكنة له، دون أن يتغير الواقع الذي يهدد صحة وحياة المئات يوميًا.
وسبق لمنبر “إعلام تيفي” أن نشر مقالين مفصلين حول معاناة الساكنة مع الوضع الكارثي للمجزرة وما يترتب عنه من أضرار صحية وبيئية خطيرة.
بناصر ل”إعلام تيفي”: “المجزرة القديمة قنبلة صحية.. وسكان ورزازات يشعرون بالحُكرة”
وفي هذا السياق، جاء جواب رئيس الجماعة الذي أكد أن المجلس غير معارض لإحداث حلول جذرية، غير أن الميزانية لم تسمح ببرمجة مشروع جديد، مشيرًا إلى أن الأمر سيُطرح للنقاش خلال الدورة المقبلة.












