ورزازات.. عناصر الأمن تطيح برجل الأوهام بعد رحلة احتيال طويلة

حسين العياشي

دخلت قضية نصب واحتيال جديدة إلى واجهة الأحداث الأمنية، بعدما تمكنت عناصر الشرطة بالأمن الجهوي بورزازات، بتنسيق مع نظيرتها في مدينة سلا، من توقيف شخص متورط في سلسلة من عمليات الاحتيال المعقدة، وذلك بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

المشتبه فيه لم يتردد في تقمّص صفات حساسة ينظمها القانون، حيث انتحل هوية مسؤولين عسكريين وأمنيين، ليبسط حيلة على مجموعة من الضحايا بسلا. ووفق المعطيات الأولية، فقد كان يوهم ضحاياه بوعود مغرية، تتراوح بين إدماجهم في أسلاك القوات العمومية، وتأمين مقاعد لهم في معاهد رياضية، وحتى التدخل لفائدتهم في قضايا مرتبطة بحوادث السير.

لكن مسار الاحتيال لم يطل كثيراً، فقد أسفرت الأبحاث الميدانية والتحريات التقنية عن تحديد هويته بدقة، ليُلقى القبض عليه بمدينة ورزازات. عملية التنقيط في قاعدة بيانات الأمن الوطني كشفت أن الرجل ليس مجرد محتال عابر، بل موضوع مذكرتي بحث على الصعيد الوطني؛ الأولى تتعلق بإصدار شيك بدون رصيد، والثانية بالنصب والاحتيال.

وقد تقرر وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات التفصيلية التي ستكشف حجم الشبكة التي كان يديرها وعدد الضحايا الذين وقعوا في شباكه.

القضية تثير مجدداً النقاش حول خطورة ظاهرة انتحال الصفات واستغلال الثقة، خاصة حين يتعلق الأمر بمؤسسات حساسة كالأمن والجيش. وهي في الوقت نفسه تعكس يقظة الأجهزة الأمنية التي لم تتوان في تعقب المتورطين، مهما تعددت أساليبهم وأماكن تنقلهم، لتؤكد مرة أخرى أن الاحتيال مهما تشعبت طرقه، يظل أمام أعين العدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى