تطوير خطبة الجمعة بين جهود وزارة الأوقاف وتحديات التقليدية في العصر الحديث

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنها تولي خُطبة الجمعة عناية خاصة باعتبارها ركنا أساسيا في توجيه وإرشاد المواطنين، ومناسبة دينية تؤدى نيابة عن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وجاء ذلك في جواب كتابي موجه إلى النائب البرلماني نبيل الدخش، عضو الفريق الحركي بمجلس النواب، جوابا عن سؤال يتعلق بموضوع تبسيط خطبة الجمعة.

وأوضح الوزير في مراسلته أن الوزارة نظمت سنة 2005 يوما دراسيا بمدينة الدار البيضاء خصص لموضوع الخطبة، أعقبه صدور كتاب الإمام والخطبة والوعظ سنة 2006، الذي تضمن توحيد الضوابط المنهجية لمضامين الخطب، وتحديد الخصائص التي ينبغي أن تتسم بها، لضمان الارتقاء بالمستوى العلمي والروحي للخطاب الديني في المملكة.

وأشار التوفيق إلى أن هذه الجهود توجت بإحداث المجلس العلمي الأعلى سنة 2008، الذي يتولى اعتماد خطب نموذجية أسبوعية تمكن الأئمة من إعداد خطب منسجمة وهادفة، تعالج قضايا المجتمع بروح وسطية ومقاصدية، انسجاما مع ثوابت المملكة.

وذكر الوزير بإطلاق خطة تسديد التبليغ خلال الدورة الثالثة والثلاثون للمجلس العلمي الأعلى سنة 2024، واعتماد خطب مقترحة أسبوعية تتسم بالوضوح والبيان وشمولية الموضوع.

وشدد التوفيق على أن الوزارة تواصل العمل على تطوير الخطبة لتظل في مستوى الرسالة الدينية المنوطة بها، ولتؤدي دورها في الارتقاء بالأمة روحيا واجتماعيا.

ورغم هذه الجهود الرسمية، يلاحظ بعض المراقبين أن الخطاب الديني لا يزال يعتمد إلى حد كبير على النمطية والتقليدية، مما يحد من قدرته على التواصل مع المتغيرات السريعة التي يشهدها المجتمع المغربي والعالم.

ويشير هؤلاء إلى أن غياب الابتكار في صياغة الخطاب يجعل الخطبة أقل قدرة على معالجة القضايا المستجدة، خصوصا في مرحلة ما بعد جائحة كورونا التي أعادت تشكيل أنماط الحياة والوعي الاجتماعي والديني.

كما أن عدم مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والثقافية في العالم المعاصر يفرض تحديات جديدة على الخطباء، حيث أصبح من الضروري تبني أساليب تواصل حديثة وطرح موضوعات تواكب هموم المواطن اليومية، لضمان أن تبقى الخطبة الدينية محفزة وفاعلة في بناء مجتمع متوازن روحيا واجتماعيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى