وزارة الداخلية تدعو إلى برامج استعجالية لتنمية العالم القروي

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أوصت وزارة الداخلية بمنح أولوية قصوى للمناطق القروية التي تعاني من العزلة ونقص التجهيزات الأساسية، معتبرة أن هذه المناطق تواجه أشكالاً متعددة من الفقر والهشاشة، وهو ما يستوجب تدخلات نوعية تهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة.
وأكدت الوزارة أن هذه البرامج من شأنها المساهمة في تعزيز الخدمات الأساسية، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، ورفع جاذبية الأقاليم والجهات، فضلاً عن خلق فرص شغل جديدة خاصة لفئة الشباب.
وشددت الوزارة في مذكرتها على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين الترابيين، من سلطات محلية ومنتخبين ومؤسسات عمومية وجامعات ومجتمع مدني، في إعداد هذه البرامج وفق مقاربة تشاركية، تضمن التشخيص الدقيق للأولويات المحلية وتفادي أي طابع فوقي للبرامج. كما أكدت على أهمية التنسيق بين مختلف المتدخلين لضمان الانسجام والتكامل بين البرامج القطاعية والترابية وتجنب التكرار والهدر.
ودعت المذكرة إلى احترام التوجيهات الملكية، والانسجام مع أدوات التخطيط الاستراتيجي القائمة، مع تمكين العمالات والأقاليم والجهات من وضع برامج دقيقة تستند إلى تشخيص محين وواقعي عبر مؤشرات اقتصادية واجتماعية وإحصائية مضبوطة، والتركيز على الفعالية والسرعة في الإنجاز، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وذلك بما يضمن الابتعاد عن أي توظيف سياسي لهذه البرامج.
وحددت المذكرة الإطار المرجعي للبرامج في أربعة محاور كبرى؛ أولها تعزيز التشغيل عبر استثمار المؤهلات المحلية وتهيئة بيئة مشجعة للمقاولة والاستثمار بما يخلق فرص عمل خاصة لفائدة الشباب.
أما المحور الثاني فيركز على دعم الخدمات الاجتماعية الأساسية من خلال النهوض بالتعليم والصحة والخدمات المحلية وضمان كرامة المواطنين وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية.
ويهم المحور الثالث الحماية المستدامة للموارد الطبيعية ولاسيما الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية ومحدودية الموارد. فيما يتجلى المحور الرابع في إرساء تنمية ترابية مندمجة تنسجم مع المشاريع الوطنية الكبرى وتستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة.
واختتمت وزارة الداخلية مذكرتها بدعوة الولاة والعمال إلى إطلاق عملية إعداد البرامج الجديدة بشكل عاجل ومنظم، مع إشراك جميع المتدخلين المحليين والالتزام الصارم بالتعليمات الدورية، حتى تتحول التوجيهات الملكية إلى إجراءات عملية ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية.





