وزارة الشباب تُعيد الحياة إلى الشبيبات الحزبية عبر اتفاقية دعم وتأطير

حسين العياشي
وضع المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، يده على واحدة من أبرز الإشكاليات التي تواجه المشهد السياسي بالمغرب: أزمة الثقة بين المؤسسات والمواطنين، وخاص الشباب منهم. فالمشكل، كما جاء على لسان الوزير، لا يكمن فقط في ضعف التواصل، بل في خللٍ تراكمي جعل جزءًا من الجيل الجديد يشعر بالابتعاد عن الفعل العمومي والسياسي، ما يستدعي مقاربة جديدة قوامها الإصغاء الفعلي والانفتاح الصادق.
وفي هذا الإطار، أوضح بنسعيد أن الوزارة لم تكتفِ برصد هذا الواقع، بل بادرت إلى معالجته من خلال حوار مباشر مع الشبيبات الحزبية بمختلف توجهاتها. لقاءاتٌ مطوّلة أفضت إلى اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم هذه التنظيمات الموازية ومواكبتها لتقوية أدوارها التأطيرية في الميدان. وقال الوزير إن عدداً من هذه الشبيبات شرعت فعلياً في تفعيل برامجها وأنشطتها الميدانية، بعد سنوات من الركود والتراجع في حضورها العمومي.
ورغم أن الإطار القانوني لا يسمح لوزارة الشباب بدعم هذه المنظمات الحزبية مباشرة، باعتبار أن ذلك يدخل ضمن صلاحيات وزارة الداخلية، إلا أن الوزير أوضح أن الحل تمثّل في اعتماد مقاربة مبتكرة عبر هيئة تضم كل الشبيبات الحزبية. وقد تم توقيع اتفاقية معها لتمكينها من فضاءات ملائمة للاشتغال، بل وحتى من مقرٍّ دائم، يتيح لها العمل بشكل منتظم، في أفق تحويلها إلى مدرسة حقيقية للنقاش الديمقراطي وإعادة الاعتبار للعمل السياسي النزيه.
لكن بنسعيد شدد على أن هذه الخطوة ليست مجرد مبادرة وزارية عابرة، ولا رهان وزير يبحث عن إنجاز ظرفي، بل هي رهان ثقة أعمق يجب أن يُبعث من جديد بين الشباب ومؤسساتهم. فالثقة، في نظره، لا تُمنح بقرارٍ إداري ولا تُفرض بخطابٍ سطحي، بل تُبنى تدريجيًا عبر الفعل والمصداقية والتفاعل المستمر.
ومن أجل تكريس هذا التوجه وتعزيز قنوات التواصل بين الشباب وصانعي القرار، أطلقت الوزارة أربعة برامج أسبوعية جديدة على قناة “ميدي 1″، موجهة للشباب، تفتح أمامهم فضاءً رحبًا للنقاش والنقد البناء، وتتيح لهم فرصة مساءلة السياسات العمومية بحرية ومسؤولية، سواء كانت تخص الأغلبية أو المعارضة، في إطارٍ من الاحترام المتبادل للمؤسسات.
بهذا النفس الإصلاحي، يحاول المهدي بنسعيد أن يعيد رسم علاقة جديدة بين الشباب والدولة، قوامها الحوار والثقة والاحترام، في وقتٍ يبدو فيه أن رهان المستقبل لن يُكسب إلا بإعادة إحياء الأمل في الأجيال الصاعدة وإشراكها الفعلي في بناء مغرب الغد





