وزارة الصحة تواجه أزمة إدماج الخريجين بورزازات وسط نقص المناصب المالية

حسين العياشي
يعاني طلبة وخريجو المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة في ورزازات من وضعية صعبة تهدد مستقبلهم المهني، إذ يجدون أنفسهم مقصيين من الإدماج في قطاع الصحة العمومي رغم الجهد الكبير الذي بذلوه خلال سنوات دراستهم وتدريبهم.
وقد نظم الخريجون سلسلة من الوقفات الاحتجاجية، رفعوا خلالها أصواتهم للمطالبة بحقهم في إدماج مهني عادل، متهمين الوزارة الوصية بسياسات توظيف لا تراعي حاجيات الأطر التمريضية، سواء على مستوى جهة ورزازات أو على الصعيد الوطني. وأكد المحتجون أن المسار التكويني الذي خضعوا له مليء بالتضحيات، بدءًا من ساعات التدريب الطويلة داخل المستشفيات العمومية، وصولاً إلى الحراسات الليلية الممتدة، حيث يبلغ مجموع ساعات العمل والتداريب نحو 1400 ساعة، مع التعرض المستمر لمخاطر صحية وأمراض معدية وضغوطات نفسية.
ويطالب هؤلاء الممرضون المستقبليون بتعويض عن هذه الجهود، إضافة إلى ضمان إدماجهم المهني بعد التخرج، وهو حق يرونه أساسياً في ظل الظروف التي يعانونها. ويشيرون إلى أن رفض الوزارة تخصيص تعويضات مالية كافية لهم يزيد من معاناتهم، ويكرّس شعورهم بالإجحاف وعدم الاعتراف بمجهوداتهم.
رغم الخصاص الكبير الذي تعرفه الوزارة في فئة الممرضين، فإن المناصب المالية المخصصة لتوظيف الخريجين الحاليين والمتخرجين من المعاهد تصل إلى حد محدود جداً، حيث ينتظر حوالي 6500 خريج فرصة الالتحاق بالقطاع العام دون جدوى حتى الآن. ويؤكد هؤلاء الخريجون أن هذه الوضعية لا تُعالج فقط أزمة التوظيف، بل تُفاقم الخصاص المهني الذي يعاني منه القطاع الصحي، وتضع مستقبل الصحة العمومية في المغرب على المحك.
الوقفات الاحتجاجية تأتي اليوم كصرخة حقيقية من أجل الاعتراف بالجهود المبذولة، وضمان حقوق الأطر التمريضية، والضغط على الجهات المعنية لتبني سياسات عادلة تُنصف الطلبة والخريجين، وتفتح أمامهم أبواب العمل في القطاع العمومي الذي يحتاج إلى طاقاتهم وكفاءاتهم بشكل عاجل.





