وفد اقتصادي يفوّت موعداً مهماً بسبب تعثر مفاجئ للخطوط الملكية المغربية
حسين العياشي
شهد مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مساء الأربعاء، حالة ارتباك غير مسبوقة بعدما وجد أكثر من 200 مسافر أنفسهم عالقين لساعات طويلة، بلا أي تواصل أو تفسير من طرف الخطوط الملكية المغربية، وفق إفادات متطابقة من عين المكان. كان المشهد يوحي بانتظار بلا نهاية، يرافقه انزعاج متصاعد كلما طال الصمت الرسمي.
وسط هذا الاضطراب، كانت توجد وفود عدة، من بينها بعثة تابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة، في طريقها إلى الداخلة للمشاركة في فعالية اقتصادية كبرى. غير أن أفراد الوفد، ومعهم باقي المسافرين، فوجئوا بتأخر طويل للرحلة AT1420، من دون أن تكلف الشركة نفسها عناء تقديم أي توضيح يبرر هذا التعطيل.
وروى ركاب كثيرون كيف امتد الانتظار إلى ما يفوق الساعتين عند بوابة الإركاب، في ظل غياب كامل للتواصل وبدائل محتملة، وتضارب في المعلومات بشأن موعد الإقلاع الفعلي، ما فاقم حالة التوتر وعدم اليقين. ووجد المسافرون أنفسهم أمام حالة «فوضى تنظيمية» أربكت برامجهم جميعاً، خاصة بالنسبة للوفد الاقتصادي الذي كان يفترض أن يكون حاضراً صباح الخميس في الداخلة.
وتداول الركاب صور بطاقات صعودهم إلى الطائرة، مشيرين إلى أن الرحلة كان مقرراً أن تقلع في حدود العاشرة والنصف ليلاً من الدار البيضاء في اتجاه الداخلة، قبل أن يدخل التأخير في متاهة لا مبرر لها.
أمام هذا الوضع، يطالب المسافرون بتدخل عاجل من الخطوط الملكية المغربية، سواء لتقديم رواية رسمية لما حدث أو لضمان احترام حقوق الركاب كما تنص على ذلك القوانين المعمول بها، خاصة في حالات التأخر الطويل وتعويض المتضررين.
هذه الواقعة تزيد من حجم الاستياء لدى المسافرين لأنها ليست حالة معزولة، بل حلقة جديدة في سلسلة من الاختلالات. وتكرار هذه المشاهد يطرح أسئلة ملحّة حول نجاعة منظومة تدبير الرحلات الجوية وجودة خدمات النقل الجوي، ويضاعف مطالبة المسافرين بضرورة إصلاح عاجل يعيد الثقة ويحمي حقوقهم، حتى لا يتحول التأخر والفوضى إلى أمر اعتيادي يثقل كاهلهم ويسيء إلى صورة الناقل الوطني.
