ولد الرشيد: “إفريقيا تملك الأرض والشمس وتفتقر للغذاء والطاقة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

سلط محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، الضوء على المفارقات الصارخة التي تعيشها القارة الإفريقية، رغم غناها الطبيعي والبشري، مبرزاً أن إفريقيا تمتلك أكثر من 50% من الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم، لكنها تبقى من أكثر المناطق عرضة لانعدام الأمن الغذائي.

وأضاف أن القارة لا تسهم سوى بـ4% من الانبعاثات الكربونية العالمية، ورغم ذلك تُعد الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية، ما يهدد بفقدان 3% من ناتجها الداخلي الخام بحلول عام 2050، وفق تقديرات دولية.

وأشار ولد الرشيد، خلال كلمته في الجلسة الختامية للمنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب والمجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا (سيماك)، إلى أن الغذاء والطاقة يشكلان ركيزتين ضروريتين لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، مستنكراً استمرار حرمان أكثر من 600 مليون إفريقي من الكهرباء، في مقابل استفادة القارة من حصة ضئيلة جداً من الاستثمارات العالمية في مجال الطاقات المتجددة.

وفي هذا السياق، أبرز أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تمكن من تأمين حوالي 25% من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، ويطمح إلى بلوغ 52% في أفق سنة 2030، من خلال مشاريع كبرى مثل مركب نور للطاقة الشمسية، ومزارع الرياح في طرفاية وبوجدور، إضافة إلى مشروع الهيدروجين الأخضر الذي يتجاوز غلافه المالي 10 مليارات دولار.

وأكد ولد الرشيد أن انعقاد المنتدى في مدينة العيون يُعد لحظة تأسيسية لدينامية جديدة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول إفريقيا الوسطى، وترسخ نهج التعاون الإفريقي المتضامن، مشيراً إلى أن هذا الحدث يندرج ضمن الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، الهادفة إلى جعل التعاون جنوب-جنوب رافعةً أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، والتكامل القاري.

وكشف أن المنتدى يُجسد الإرادة السياسية لتوحيد الجهود وتكامل المبادرات بين الدول الإفريقية، ويُعتبر محطة عملية لتفعيل آليات التعاون البرلماني والاقتصادي، وإشراك الفاعلين السياسيين، الاقتصاديين، والماليين في بلورة حلول مشتركة للتحديات الراهنة.

وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن المنتدى يشكل فرصة سانحة لإرساء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع آفاق التعاون بين المغرب ودول السيماك، منوهًا بالدور الحيوي الذي يلعبه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وبمشاركة ممثلي اتحادات رجال الأعمال الأفارقة في دعم مسار التكامل الاقتصادي القاري وتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى