
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، أن ما تحقق في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى رأسها جهة العيون الساقية الحمراء، هو ثمرة لالتزام وطني راسخ ونهج متجذر يقوم على المصداقية في القول والجدية في الفعل، مشددًا على أن “ما وُعِد به تحقّق وتجسّد واقعا ملموسا”، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأوضح ولد الرشيد، في افتتاح الندوة الوطنية المنظمة يوم السبت 21 يونيو 2025 بمدينة العيون، تحت شعار: “الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”, أن اختيار مدينة العيون لعقد هذه الندوة ليس مجرد صدفة، بل هو تعبير عن مكانة الصحراء المغربية في المسار الوطني نحو الوحدة والكرامة والتنمية.
وكشف رئيس مجلس المستشارين أن المشاريع المهيكلة والأوراش الكبرى التي تشهدها الصحراء المغربية تمثل تجسيدًا عمليًا للنموذج التنموي الجديد، الذي جعل من الإنسان والمجال محورين أساسيين، وأسهم في تعزيز العدالة المجالية وخلق فرص الشغل، وتوسيع قاعدة الاستثمار.
وفي سياق متصل، أبرز ولد الرشيد أن القبائل الصحراوية وشيوخها لعبوا دورًا وطنيًا محوريًا في تجسيد الولاء والانتماء، وأن المنتخبين المحليين يمثلون شرعية ديمقراطية حقيقية، كما أكد عليه الخطاب الملكي السامي، وهو ما يعزز مكانتهم كممثلين فعليين لساكنة الصحراء المغربية.
وأوضح أن هذا التماسك الداخلي، إلى جانب الإجماع الوطني، ينعكس اليوم في المكاسب الدبلوماسية المتتالية التي تحققها المملكة، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الواقعي والوحيد للنزاع المفتعل.
وأشار ولد الرشيد إلى أن هذا الزخم الدبلوماسي ما هو إلا ثمرة لرؤية ملكية استباقية، جعلت من التنمية دعامة لترسيخ السيادة، ومن تعزيز الجبهة الداخلية سندًا لتقوية موقع المغرب في الساحة الدولية.
وفي ختام كلمته، ثمن ولد الرشيد الدور المحوري للقوى الوطنية والبرلمان في الترافع عن القضية الوطنية، مبرزًا أن مجلس المستشارين جعل من الصحراء المغربية أولوية جوهرية في رؤيته الاستراتيجية، وذلك من خلال مبادرات تشريعية واستشارية ومساهمات فعالة في المحافل الوطنية والدولية.





