ولياضي ل”إعلام تيفي””رغم إلغاء الأضحية الأحشاء تُباع بثمن خيالي والذبح مستمر”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
شهدت أسعار الأحشاء أو ما يُعرف محليًا بـ”الدوارة” ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق 700 درهم، وسط إقبال كبير من المواطنين على اقتناء اللحوم وأحشاء الأغنام قبل عيد الأضحى. هذا الإقبال المكثف، الذي جاء رغم غياب شعيرة نحر الأضحية هذه السنة، خلق موجة غلاء امتدت من اللحوم الحمراء إلى البيضاء، وأربكت توازن العرض والطلب.
في هذا السياق، أكد عمر ولياضي، المكلف بالإعلام والتواصل بالجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن “السنة الحالية تُعد سنة استثنائية، بالنظر إلى الوضعية الحرجة التي يعيشها القطيع الوطني، وهو ما دفع صاحب الجلالة، أمير المؤمنين، إلى إصدار بلاغ يقضي بإلغاء شعيرة الذبيحة هذه السنة بهدف إعادة تكوين القطيع”.
وأوضح ولياضي أن القرار الملكي تمت مناقشته داخل المجلس الوزاري الأخير، حيث تم توجيه سؤال مباشر لوزير الفلاحة حول مآل عملية إعادة تكوين القطيع، وفق معايير محددة. غير أن المعطيات الميدانية، حسب تعبيره، تُظهر واقعًا مغايرًا، حيث “يسجل تهافت كبير على شراء الأغنام بدعوى مناسبات شخصية كالأعراس والولائم، في حين أن النية الحقيقية هي الذبح السري قبل العيد بأيام”.
وكشف المتحدث أن الجامعة كانت حاضرة في سوق الخميس بمدينة هوارة، حيث تم تسجيل زيادة قدرها 500 درهم في ثمن الخروف الواحد مقارنة بالأسبوع الماضي، وهو ما وصفه بـ”المؤشر الواضح على وجود إقبال واسع على المواشي، يتعارض كليًا مع روح القرار الملكي”.
وأضاف ولياضي أن “ثمن اللحوم انخفض مؤقتًا بعد إعلان قرار إلغاء الذبيحة، لكنه سرعان ما عاد إلى مستوياته السابقة، بل وبدأ في الارتفاع من جديد، ما يؤكد غياب التتبع والمراقبة لتفعيل القرار، وهو ما يبرر استفسار جلالة الملك حول مآلات إعادة تكوين القطيع”.
وأكد أن “نقل ملف القطيع إلى وزارة الداخلية لم يكن قرارًا اعتباطيًا، بل يعكس محدودية الوزارة الوصية، وزارة الفلاحة، في التحكم في هذا الورش الوطني الحساس”.
وحذّر ولياضي من أن “ارتفاع أسعار اللحوم، بما فيها أحشاء الخرفان، سيستمر وقد يتفاقم، لأن المستهلكين يربطونه نفسيًا بموسم العيد، في حين يعتبره الجزارون موسم ربح لا غير”.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن “إلغاء شعيرة الذبيحة يجب أن يُواكب بحملات تواصلية صارمة، وزجر قانوني لكل من يخرق القرار، وإلا فإن القطيع المعني بإعادة التكوين سيتعرض للاستنزاف، ونخشى أن نخسر الموسم المقبل أيضًا”.
كما نبه إلى أن “المشكل لا يقتصر على لحوم الأغنام، بل امتد إلى اللحوم البيضاء، حيث عرف سعر الدجاج بدوره ارتفاعًا، نتيجة الإقبال الاستثنائي عليه كبديل في ظل الأزمة الحالية”.