وهبي:”محاربة الفساد في المغرب مجرد شعار والممارسة السياسية تقتل الأعصاب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

كشف وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أن محاربة الفساد في المغرب مجرد شعار يرفع دون أن تواكبه إجراءات ومؤسسات قوية، معتبرا أن مواجهة هذه الآفة تتطلب بناء مؤسسات تقوم على أسس متينة وقوانين واضحة، وإلا فإن الحديث عن محاربة الفساد سيظل حبرا على ورق، كما حدث مع شعار حكومة عبد الإله بنكيران سنة 2011، حين رفع شعار محاربة الفساد ثم انتهى الأمر بعبارة عفا الله عما سلف.

وأوضح وهبي، خلال مناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية بلجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، يوم الأربعاء، أن الفساد لا يرى بالعين المجردة، مشددا على أن محاربته لا يمكن أن تتم عبر الشعارات بل من خلال مؤسسات وآليات قوية تحمي الموظفين وتضمن استقلاليتهم.

وأضاف: “يكفي أن يتعرض موظف لشكاية بدعوى أنه طلب رشوة حتى تبدأ سلسلة من التحقيقات، من الفرقة الوطنية إلى الإقليمية ثم الجهوية، في خرق واضح لمبدأ قرينة البراءة التي يضمنها الدستور”.

وفي السياق نفسه، كشف وهبي أنه استقبل أحد الأشخاص الذين تحدثوا في تقرير عن أن حجم الفساد في المغرب يبلغ 50 مليار درهم، وقال له: “أعطني فقط بعض المواقع التي يوجد فيها هذا الفساد وسأتقدم بشكاية للنيابة العامة نيابة عنك”، غير أن المعني بالأمر تعذر عليه ذلك، في إشارة إلى غياب المعطيات الدقيقة التي يمكن البناء عليها لمواجهة الظاهرة.

وخلال الاجتماع ذاته، اشتكى وزير العدل من صعوبات وعراقيل تعترضه في تمرير بعض النصوص القانونية، مبرزا أنه يصل في بعض الأحيان إلى درجة اليأس ويفكر في الرحيل.

وأردف قائلا: “الوزير يتيم في مأدبة اللئام، والممارسة السياسية في المغرب بطيئة لدرجة أنها تقتل الأعصاب، ولا يمكن مواجهة الحكومة برمتها لتنفيذ رأي شخصي مهما كان مؤمنا به”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى