يعقوبي ل”إعلام تيفي”: “الذكاء الاصطناعي في محاكاة المتوفين  يطيل الحداد ويؤثر على التوازن النفسي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد فؤاد يعقوبي، باحث في علم النفس الاجتماعي، أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج نسخ رقمية تحاكي المتوفين بأصواتهم وملامحهم وطريقة تفاعلهم يعد تطوراً تقنياً مذهلاً، لكنه في الوقت ذاته يثير تحديات نفسية واجتماعية عميقة.

وأوضح يعقوبي ل”إعلام تيفي” أن هذه التكنولوجيا تلامس واحدة من أعمق التجارب الإنسانية؛ الحداد، حيث قد توفر هذه المحاكاة شعوراً مؤقتاً بالاتصال أو عزاء، لكنها في المقابل قد تؤدي إلى ارتباط عاطفي غير صحي مع نموذج غير حقيقي، مما يعيق عملية التقبل والتعافي الطبيعي من الفقد.

وأشار يعقوبي إلى أن التفاعل المستمر مع نسخة رقمية للفقيد قد يؤدي إلى ما يعرف بالحداد المؤجل، حيث يتم تعليق مشاعر الحزن أو إنكار الواقع، ما يطيل من الأثر النفسي للفقدان.

وأضاف أن الخطر يزداد عندما تصبح هذه النسخ جزءاً من الحياة اليومية، فتمتزج الذكرى بالحضور الافتراضي، مطمسة حدود الحقيقة والواقع.

وأوضح الباحث أن التكنولوجيا بحد ذاتها ليست مرفوضة، ولكن يجب توظيفها بحذر، مع مراعاة السياق الإنساني والعاطفي، خاصة في المواقف الحساسة مثل الموت والفقد. وأكد أن الحزن جزء من التوازن النفسي، وأي محاولة لتجاوزه تقنياً دون معالجة وجدانية قد تحمل تداعيات طويلة الأمد على الهوية والعلاقات الاجتماعية.

وأضار إلى أن هذه الابتكارات تحت رقابة أخلاقية ونفسية، مع ضمان وجود مساحات آمنة لمساعدة الأفراد على الحداد لا للهروب منه، لضمان استفادة المجتمع من التكنولوجيا دون الإضرار بالصحة النفسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى