يعقوبي ل” إعلام تيفي”: “الفرح في العيد يخفي وراءه ضغوطًا نفسية ناتجة عن التوقعات الاجتماعية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

تشير دراسات علم النفس الاجتماعي إلى أن العيد ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو تجربة نفسية مركبة تتداخل فيها مشاعر الفرح مع القلق والتوتر، خاصة لدى الفئات التي تواجه صعوبات اقتصادية أو اجتماعية.

وأوضح فؤاد يعقوبي باحث في علم النفس الاجتماعي، أن الفرح المرتبط بالعيد ينبع من إحساس الفرد بالانتماء إلى الجماعة، حيث تغذي العادات والتقاليد والرموز الجماعية هذا الشعور، مما يخلق بيئة مشجعة على السعادة.

وأكد الأخصائي ل “إعلام تيفي” ان هذا المشهد المثالي يخفي وراءه ضغوطًا نفسية ناتجة عن التوقعات الاجتماعية. فالتفاوت الطبقي، والضغوط المادية، والمقارنات الاجتماعية تجعل بعض الأفراد يعيشون “قلق قلة الحيلة”، وهو الشعور بالعجز عن تحقيق ما يعتبره المجتمع معيارًا للاحتفال المثالي.

وحسب المتحدث، فنظرية المقارنة الاجتماعية التي تعتمد على الاحتكاك المستمر مع الآخرين خلال العيد، سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يزيد من فرص المقارنة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالنقص.

وأشار إلى أن الفرد حين يرى  من حوله يحتفلون بطريقة أكثر رفاهية، فإنه قد يعيد تقييم وضعه الشخصي بشكل سلبي، مما يضعف من أثر الفرح الرمزي بالعيد.

وأوضح  أن هذا الشعور لا يتعلق فقط بالوضع المادي، بل أيضًا بالضغط النفسي الناتج عن التوقعات المجتمعية، وهو ما يُعرف بـ”ضغط المعايير الاجتماعية”.

وكشف الباحث في علم النفس الاجتماعي  أن تعزيز الهوية الاجتماعية، تساعد في تخفيف أثر هذه المشاعر السلبية،  حيث يلعب الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع دورًا أساسيًا في توفير الدعم النفسي والمعنوي. عندما يعيد الأفراد تركيزهم على القيم الرمزية للعيد، مثل التسامح، العطاء، وصلة الرحم، فإنهم يقللون من التأثير السلبي للضغوط المادية.

إضافةً إلى ذلك، أوضح الباحث  أن الدعم الاجتماعي والتكافل يخففان من حدة الشعور بالقلق. فالمجتمعات التي تحتفظ بقيم التضامن الاجتماعي تجعل من العيد فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية، مما يقلل من الإحساس بالعزلة أو النقص. وهكذا، يصبح العيد أكثر من مجرد استعراض مادي، بل فضاءً للمشاركة والتواصل الإنساني العميق.

كما أشار إلى أن أن الأعياد تعكس بشكل واضح العلاقة المتداخلة بين المشاعر الفردية والسياق الاجتماعي. ومن خلال فهم هذه العلاقة، يمكن للمجتمعات أن تبني وعيًا أكثر تعاطفًا، يتيح للأفراد الاحتفال بالأعياد دون الشعور بضغط التوقعات المادية، مما يعيد لهذه المناسبات معناها الإنساني الحقيقي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى