قلعة الورود تُغرقها الأزبال.. مهرجان بالجمال ومسؤولون خارج التغطية

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في قلب مدينة قلعة مكونة، وبالضبط على امتداد شارع الحسن الثاني، تُواجه الزائر مشاهد صادمة من الإهمال البيئي، تُناقض الصورة الوردية التي رسمها مهرجان الورود الأخير، والذي استقطب زواراً من مختلف مناطق المغرب ومن خارجه.

رغم ما عرفته مدينة قلعة مكونة من أجواء احتفالية خلال المهرجان، إلا أن الواقع البيئي في بعض أحيائها لا يعكس مطلقاً هذه الصورة الوردية.

صرّح أحد الزوار، الذي حل بالمدينة خصيصاً لحضور التظاهرة، أنه صُدم من الحالة التي وجد عليها شارع الحسن الثاني، حيث لاحظ تكدس كميات كبيرة من الأزبال التي لم تُجمع، رغم أن الوقت كان ظهرا، وهي ساعة يُفترض أن تكون فيها حركة النظافة في أوجها.

وأكد المتحدث ل”إعلام تيفي” أن الشارع بدا له كما لو أنه لم يشهد أي تدخل من مصالح النظافة، فالأزبال ليست مكدسة في زاوية محددة، بل منتشرة على طول الرصيفين، تغطي الأرض أوراقًا مهملة، وأكياسًا بلاستيكية، وبقايا طعام، وروائح كريهة تُنغّص على المارة والزوار تنقلهم في قلب المدينة.

وأوضح الزائر أن هذا المشهد أفسد عليه متعة اكتشاف مدينة لطالما سمع عنها الكثير، مدينة تشتهر بورودها، ووادها الجاري، ومروجها الخضراء، وقصباتها العتيقة التي تأوي إليها أفواج من السيّاح، مشيداً في الآن ذاته بطيبة السكان وحفاوة استقبالهم.

غير أن هذا الانطباع الإيجابي سرعان ما خفَت، يضيف الزائر، بعد أن تنقّل في بعض الأزقة المتفرعة عن شارع الحسن الثاني، ليكتشف فضاءات تحوّلت إلى مطارح عشوائية للنفايات، تنبعث منها روائح كريهة، وتغيب فيها أبسط شروط النظافة، بل ويقصدها البعض لقضاء حاجاتهم الطبيعية، في ظل غياب مرافق عمومية لائقة.

وأضاف الزائر أن ما رآه لا يليق أبدًا بمدينة توصف بجوهرة الجنوب، ولا يتماشى مع الصورة التي يُفترض أن تُرسم عنها في المناسبات السياحية.

وختم الزائر تصريحه بالتعبير عن أمله في أن تتدخل الجهات المعنية بشكل فعّال، لتأهيل هذا الشارع الحيوي وتحسين مستوى النظافة، حفاظاً على صورة المدينة التي تستحق أن تكون في مصافّ الوجهات السياحية الراقية بالمغرب.

وفي الوقت الذي تفتح فيه قلعة مكونة أبوابها لاستقبال الزوار خلال مهرجان الورود، وتُقدَّم كوجهة سياحية تحتفي بالجمال والنقاء، يُلاحظ غياب تام لأي مجهود ملموس من طرف المسؤولين المحليين في ما يخص نظافة المدينة.

مشهد الشارع الرئيسي، الممتد على طول شارع الحسن الثاني، المليء بالأوراق والنفايات، يعكس مفارقة صارخة بين الاحتفال الرمزي بالورود، والتقصير الواقعي في صيانة الفضاء العام.

الأمر الذي  يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية السلطات في الحفاظ على جاذبية المدينة، التي يُفترض أن تكون نظافتها أولوية قبل أي تظاهرة أو مهرجان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى