160 مليون درهم لحماية الغابات من الحرائق في صيف 2025

إعلام تيفي
أفادت الوكالة الوطنية للمياه والغابات اليوم الخميس 15 ماي، بتسجيل انخفاض في عدد حرائق الغابات خلال سنة 2024، حيث تم إحصاء 382 حريقا أتى على مساحة تقدر بـ874 هكتارا من الغطاء الغابوي، منها نسبة تقارب 45 في المائة من الأعشاب الثانوية والنباتات الموسمية.
وجاءت هذه المعطيات خلال اجتماع للجنة الإدارية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، ترأسه المدير العام للوكالة عبد الرحيم هومي، بحضور مختلف الشركاء المعنيين، وتم تخصيصه لتقييم نتائج موسم الحرائق لسنة 2024، واستعراض الخطط المزمع تنفيذها استعدادا لموسم 2025.
وصنفت الوكالة هذه الحصيلة بالإيجابية مقارنة بسنة 2023، التي عرفت احتراق حوالي 6426 هكتارا، أي بتراجع نسبته 86 في المائة، كما سجل انخفاض بنسبة 82 في المائة مقارنة بمتوسط المساحات المتضررة خلال السنوات العشر الماضية.
أما على المستوى الجغرافي، فقد شملت الحرائق معظم مناطق البلاد، وإن بنسب متفاوتة، مع تسجيل أكبر عدد من الحرائق في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بواقع 123 حريقا أتت على 346 هكتارا، ما يمثل 32 في المائة من العدد الإجمالي.
وبالمقابل، كانت جهة فاس مكناس الأكثر تضررا من حيث المساحة، إذ سجلت لوحدها احتراق 357 هكتارا، أي 41 في المائة من مجموع المساحات المتضررة وطنيا.
وعزت الوكالة هذه النتائج إلى الظروف المناخية الملائمة التي ميزت فصل الصيف في المناطق الغابوية المعرضة للخطر، لاسيما خلال أشهر يونيو ويوليوز وغشت، حيث كانت درجات الحرارة والرطوبة أقل تحفيزا لاندلاع الحرائق.
كما أشارت إلى أهمية السياسة الوقائية واستراتيجية التدخل المبكر التي ساهم فيها عدد من الفاعلين، من ضمنهم وزارة الداخلية، الوقاية المدنية، القوات المسلحة الملكية، والوكالة نفسها، حيث تمكنت هذه الجهود من السيطرة على 95 في المائة من الحرائق قبل أن تتجاوز المساحة المتضررة خمسة هكتارات.
وبحسب المعطيات المقدمة خلال الاجتماع، فإن الحرائق التي امتدت على مساحات ما بين خمسة وعشرة هكتارات لم تتجاوز نسبتها 2 في المائة، وهو ما يعادل ستة حرائق بمساحة 45.25 هكتارا، وهي النسبة نفسها التي سجلت بالنسبة للحرائق التي تراوحت بين عشرة وعشرين هكتاراً، بنفس عدد الحرائق تقريبا، بمساحة 80.37 هكتارا.
ولم تسجل سوى حالتين فقط تجاوزت فيهما المساحات المتضررة 100 هكتار، الأولى في منطقة بورد بإقليم تازة على مساحة 162 هكتارا، والثانية بضواحي تطوان بمنطقة البغاغزة، حيث احترقت 156 هكتارا.
وساهمت حملات التوعية بدورها في تحسين الحصيلة، خاصة تلك التي نظمت بمناسبة اليوم الوطني للتحسيس ضد حرائق الغابات، والذي يصادف 21 ماي، واستهدفت ما يقارب 27 ألف تلميذ وزائر، عبر 240 مؤسسة تعليمية و100 غابة حضرية.
وفي إطار الاستعدادات لصيف 2025، خصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات غلافا ماليا قدره 160 مليون درهم للوقاية من الحرائق، سيتم توجيهه لتوفير التجهيزات وتعزيز دوريات المراقبة والرصد المبكر، إلى جانب صيانة المسالك الغابوية ومصدات النار، تهيئة نقاط التزود بالماء، صيانة أبراج المراقبة، وتوسيع الحراجة، فضلا عن شراء آليات التدخل الأولي.
ووفق العرض المقدم، سيتم تخصيص ما يقارب 114 مليون و860 ألف درهم للوقاية والاستباق، و38 و600 ألف مليون درهم للرصد والتنبيه، بينما ستوجه 16 مليون درهم إلى عمليات التدخل المباشر.
وأشارت الوكالة إلى أن السبب الرئيسي لمعظم هذه الحرائق يعود إلى سلوكيات غير مسؤولة، داعية المخيمين والرعاة ومنتجي العسل وممارسي الرياضات الجبلية إلى التحلي بالحيطة والحذر، خاصة خلال فصل الصيف، وتجنب إشعال النار في المناطق الغابوية، كما ناشدت عموم المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي مؤشرات لحرائق، سواء كانت نيرانا، دخانا، أو سلوكات مشبوهة.