168 يوما و500 ساعة.. شروط غريبة تحرم منكوبي الحوز من تعويضات الكوارث

نجوى القاسمي: صحافية متدربة
رغم مرور ما يقرب من سنة ونصف على زلزال 8 شتنبر المدمر، الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير وتحديدا إقليم الحوز، إلا أن العديد من المتضررين ما يزالون يعيشون أوضاعًا صعبة داخل الخيام، في ظل بطء عملية إعادة الإعمار. ويؤكد فاعلون جمعويون أن هذه المعاناة تزداد حدتها خلال المناسبات والأعياد، مثل شهر رمضان الذي يمر على الأسر المنكوبة في أجواء استثنائية بعيدة تمامًا عن الطقوس الرمضانية المعتادة.
في هذا السياق، عبر محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل في تصريح خص به” إعلام تيفي“، عن استيائه من الوضعية المزرية التي تعيشها ساكنة المناطق الجبلية، خاصة في الحوز والأطلس الكبير. وأوضح أن التعثر الذي يطبع عملية إعادة الإعمار فاقم من معاناة السكان، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة ظروف مناخية قاسية مع انخفاض شديد في درجات الحرارة، وهو ما يضاعف من صعوبة صيام رمضان داخل الخيام المتآكلة.
وأضاف المتحدث ذاته أن البيوت المتنقلة التي وُزعت على بعض الأسر لا تكفي بتاتا، إذ تجد أسرة مكونة من 5 أفراد أو أكثر نفسها مجبرة على تقاسم مساحة ضيقة جدا. في الوقت نفسه، أشار إلى أن حملات التضامن تبقى محتشمة، كما أن قفة رمضان التي توزعها مؤسسة محمد الخامس للتضامن تصل بشكل تدريجي وبكميات محدودة، وهو ما لا يغطي حاجيات الأسر المتضررة، التي يقول إنها أكبر بكثير مما يتم توفيره.
وفي سياق متصل، شدد محمد الديش على أن عمليات الإحسان وحدها ليست كافية لتلبية احتياجات المتضررين، مما يتطلب تسريع وتيرة العمل الحكومي، إلى جانب مضاعفة جهود التضامن، سواء على المستوى المعنوي أو المادي. كما أضاف أن مرحلة ما بعد الزلزال تشهد اليوم تراجعًا ملحوظًا في مستوى التضامن مقارنة بالأيام الأولى، في ظل إمكانيات محدودة تعتمد فيها الجمعيات المحلية، خصوصا في الحوز وتارودانت ومراكش، على مبادرات فردية لا ترقى إلى حجم الأزمة.
وبخصوص الدعم الموجه للمتضررين، نفى رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل أن تكون ساكنة الحوز قد استفادت من صندوق الكوارث، مشيرًا إلى أن الدعم المباشر الذي تم صرفه اقتصر على مدة سنة فقط، قُسّم على أربعة أشهر. كما انتقد اختلالات شابت عملية الإحصاء، داعيا إلى مراجعتها بشكل شامل.
أما فيما يتعلق بدعم إعادة البناء، فقد أكد أنه غير كافٍ لتغطية كلفة إعادة الإعمار، موضحا أن الدفعات التي يتوصل بها المتضررون تبدأ بـ20 ألف درهم، لكن صرف الدفعة الثانية يبقى مشروطًا بإكمال بناء الأساسات، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل الارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء وتكاليف النقل إلى المناطق الجبلية النائية.
أوزين ينتقد صندوق الكوارث
في سياق التفاعل مع مستجدات إعادة الإعمار عقب زلزال الحوز، وجه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، انتقادات لاذعة لمنظومة صندوق الكوارث ، وذلك خلال لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني ضمن برنامج “السياسة بصيغة أخرى”.
وأوضح أوزين أن شروط تفعيل الصندوق معقدة وغير واقعية، مشيرا إلى أن الكارثة يجب أن تستمر لمدة 168 يوما، أو أن تحدث فيضانات تستمر لأكثر من 500 ساعة، حتى يتم تفعيل آلية التعويض.
وبنبرة ساخرة، علق أوزين قائلا: “العوض عند الله.. وليس في الدنيا”، في إشارة إلى أن الصندوق، وفق شروطه الحالية، مجرد آلية فارغة لا يمكن التعويل عليها.
وأضاف أن الصندوق يتم تمويله أساسا من عائدات تأمينات السيارات، معتبرا أن هذا نوع من العبث الذي يلف تدبير صندوق من المفترض أن يكون موجها لحماية المواطنين في اللحظات الحرجة.