
خديجة بنيس: صحافية متدربة
حتى نهاية عام 2023، بلغ عدد الأشخاص المتعايشين مع مرض فقدان المناعة البشرية (السيدا) في المغرب نحو 23,000 شخص، مع تسجيل 1,000 حالة جديدة هذا العام. وقد تم تسجيل 1,700 حالة جديدة في العام ذاته، منها 42% من النساء.
منذ اكتشاف أول حالة في عام 1986، سجل المغرب حوالي 22,600 حالة إصابة بالسيدا، لكن ليس جميع هؤلاء الأفراد ما زالوا على قيد الحياة. بلغ معدل الوفيات السنوي 400 حالة وفاة.
رغم أن معدل انتشار المرض يظل ضعيفًا بنسبة 0.08%، إلا أن هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة. تشمل هذه الفئات عاملات الجنس بنسبة 2%، والرجال الذين يمارسون الجنس مع بعضهم البعض بنسبة 5%، ومتعاطي المخدرات عبر الإبر بنسبة 5%. كما أن الوضعية الوبائية في المغرب تتميز بعدم التجانس الجغرافي، إذ يتركز انتشار المرض في أربع جهات رئيسية: سوس ماسة، مراكش آسفي، الدار البيضاء، والرباط سلا القنيطرة.
يشدد الخبراء على أهمية الالتزام بالعلاج بانتظام، حيث يُسهم ذلك في منع انتقال العدوى ويتيح التعايش الطبيعي مع المرض. كما يلعب الكشف المبكر دورًا حاسمًا في العلاج، حيث يحمي المريض ويقلل من خطر انتشار الفيروس بين المحيطين به.
أفادت وزارة الصحة المغربية أنها تعتمد مخططًا مندمجًا لمكافحة السيدا للفترة من 2024 إلى 2030، والذي يهدف إلى تحقيق رؤية مغرب خالٍ من السيدا من خلال تعبئة فعالة للمجتمع وتطبيق مقاربة شاملة تشمل إدماج خدمات الرعاية الاجتماعية ومراعاة النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان.
يركز المخطط على تقليص الإصابات الجديدة بفيروس السيدا بنسبة 90% وتخفيض معدل الوفيات بنسبة 90%، وذلك عبر التغلب على عوائق الوقاية من خلال تنسيق وطني محكم مع مختلف المنظمات الفاعلة في المجال.
وكشفت الوزارة أنها تعمل على توفير أكثر من 2000 مركز صحي يقدم خدمات الكشف عن فيروس السيدا، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي كجزء من الاستراتيجية الإنسانية. يهدف هذا المخطط إلى تطوير الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية دون وصم أو تمييز، مما يعكس التزامًا بتكفل حقوق الإنسان وتعزيز الصحة العامة.





