جواد ل “إعلام تيفي” : 5 آلاف مصاب بالسيدا في المغرب لم يتم الكشف عنهم بعد

أيت ناصر فاطمة الزهراء :صحافية متدربة

في إطار اليوم العالمي للسيدا، الذي يُعتبر مناسبة لتجديد الالتزام الدولي بمكافحة فيروس نقص المناعة البشري والإيدز، يرفع المغرب هذا العام شعار: من أجل مغرب خال من السيدا والأمراض المنقولة جنسياً والتهاب الكبد الفيروسي والسل بحلول 2030.

هذا الشعار يجسد رؤية وطنية طموحة تهدف إلى القضاء على هذه الأمراض بحلول العقد المقبل، من خلال تعزيز الوقاية، توسيع نطاق الفحوصات، وضمان العلاج للجميع. ويُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية التوعية المجتمعية ودعم الجهود المبذولة لتحقيق هذه الأهداف الصحية.

في هذا الصدد قدَّر الدكتور حمو جواد، رئيس قسم الأمراض السارية عن مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في المملكة بحوالي 23 ألف شخص، موزعين بين الأطفال والبالغين. إلا أن العدد المكتشف لا يتجاوز 18 ألف حالة، ما يعني أن هناك حوالي 5 آلاف شخص لم يتم الكشف عنهم بعد.

وأعرب المسؤول عن أسفه لعدم القدرة على اكتشاف جميع الحالات في الوقت الحالي، داعيًا الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس إلى إجراء الفحوصات الضرورية.

وفي إطار استراتيجية وزارة الصحة الوطنية، أوضح الدكتور حمو في تصريح لموقع “إعلام تيفي أن المملكة تهدف إلى القضاء على السيدا بحلول عام 2030. وضمن هذه الاستراتيجية، يتم توفير العلاج والكشف مجانًا في 40 مركزًا مرجعيًا وحوالي 20 مركزًا للفحص. كما أشار إلى أن التغطية العلاجية وصلت إلى 94%، وهي نسبة قريبة جدًا من الهدف المنشود وهو 95%، ما يدل على تقدم المملكة في تحقيق هذا الهدف.

وأكد المسؤول أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس هم من يمارسون سلوكيات غير صحية، مثل العلاقات الجنسية غير المحمية أو تعاطي المخدرات باستخدام الحقن المشتركة. وأوضح أن وزارة الصحة تبذل جهودًا مكثفة للحد من هذه السلوكيات وتعزيز الوقاية من انتشار الفيروس.

وأضاف الدكتور أن العلاج المتوفر في المملكة أظهر فعالية كبيرة لدى المتعايشين مع الفيروس، ما ساعدهم على العيش حياة طبيعية دون الخوف من نقل العدوى. كما أشار إلى أن مؤشر الأمل في الحياة لدى المصابين شهد تحسنًا، حيث يمكن للمتعايشين، حتى لو تجاوزوا السبعين من العمر، أن يعيشوا حياة صحية بفضل الاستراتيجية الوطنية في تقديم الرعاية والعلاج.

وشدد المسؤول على أهمية حماية حقوق الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، بما في ذلك الحق في رفض الكشف أو العلاج مع ضمان سرية معلوماتهم. ورغم ذلك، أشار إلى أن الوصم الاجتماعي لا يزال يمثل تحديًا لبعض المصابين. وفي هذا السياق، تعمل الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية، بما في ذلك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لخلق بيئة داعمة وخالية من التمييز أو التهميش.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية توقيع ميثاق التزام مع ولاية جهة سوس-ماسة، والمجلس الجهوي، وشركاء مؤسساتيين ومجتمع مدني. يهدف هذا الميثاق إلى تحقيق جهة سوس-ماسة خالية من السيدا والأمراض المنقولة جنسياً والتهابات الكبد الفيروسية والسل بحلول 2030. ويتضمن تقليص العدوى الجديدة بالسيدا والأمراض المنقولة جنسيًا بنسبة 90%، وخفض الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي بنسبة 65%، وتقليل وفيات وإصابات السل بنسبة 60% و35% على التوالي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى