فعالية رقم النجدة 19 في خدمة أمن المواطنين: الحصيلة الميدانية تؤكد
منير عطوشي
في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز أمن المواطنين وضمان الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني تطوير منظومة شرطة النجدة، وعلى رأسها تفعيل الرقم الوطني الموحد 19، الذي بات يشكل حلقة وصل حيوية بين المواطن وجهاز الأمن.
وقد أظهرت الحصيلة السنوية لسنة 2024، التي أعلنت عنها المديرية، مدى نجاعة هذا الرقم في تقديم خدمات فورية وفعالة للمواطنين. فقد تم، من خلال هذا الخط، استقبال ومعالجة عدد كبير من نداءات النجدة التي تنوعت بين التبليغ عن جرائم، حوادث سير، حالات عنف منزلي، وأخرى ذات طابع اجتماعي أو إنساني.
ومن أجل تعزيز فعالية هذه الخدمة، تم تجهيز قاعات القيادة والتنسيق الجهوي بمختلف ولايات الأمن، مثل قاعة القنيطرة الحديثة، بتقنيات متطورة تتيح تتبع الزمن الفعلي للاستجابة لكل نداء، وتنسيق عمليات التدخل بين مختلف الفرق الأمنية على مدار الساعة. وتُدار هذه القاعات بكوادر مدربة، تراقب الأداء وتتفاعل مع نداءات المواطنين في زمن قياسي، بما يعزز ثقة الساكنة في جهاز الأمن.
وفي خطوة إضافية نحو التفاعل السلس مع المواطن، تم تحديث الهوية البصرية لمركبات شرطة النجدة، حيث تم إبراز رقم 19 بشكل واضح على المركبات والدراجات الأمنية، إلى جانب الشعار الوطني، في خطوة تهدف إلى ترسيخ حضور الشرطة في الفضاء العام وتيسير التعرف على وحدات النجدة بسرعة.
كما واصلت المديرية جهودها في مجال التحول الرقمي، من خلال اعتماد منظومة “الطرف الثالث الموثوق به للتحقق من الهوية”، التي ترتبط بمنصة “الهوية الرقمية”، مما يمكن من تسريع معالجة البيانات وتحسين مستوى التدخلات الميدانية في الحالات المستعجلة.
تأتي هذه الإجراءات في سياق رؤية شاملة تعتمد على تقوية القرب من المواطن، وتعزيز الشعور بالأمن، وتكريس مفهوم “الشرطة المواطنة” التي تُصغي وتتفاعل وتُسارع إلى التدخل وفق أعلى المعايير المهنية.
ويبرز رقم النجدة 19، اليوم، ليس فقط كآلية للاتصال، بل كرافعة حقيقية للنجدة والحماية، في وقت تتزايد فيه تحديات الأمن الحضري وتتنوع فيه انتظارات المواطن من المرفق الأمني.
وتؤكد هذه المؤشرات جميعها، أن المديرية العامة للأمن الوطني لا تكتفي بالاستجابة، بل تضع المواطن في صلب استراتيجيتها الوقائية والتفاعلية، حيث لا يُنظر إلى الأمن كحالة طارئة فحسب، بل كحق مستدام ومكفول لكل فرد.
