ذوو الاحتياجات الخاصة… خارج الصورة في مهرجان الورود

فاطمة الزهراء ايت ناصر

كشفت صانعة المحتوى (ف.ف)، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، عن معاناة كبيرة عاشتها خلال فعاليات مهرجان الورود بمدينة قلعة مكونة، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الإقصاء الممنهج” و”التقليل من قيمة ذوي الاحتياجات الخاصة” رغم حضورهم واهتمامهم بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز.

وقالت (ف.ف) ل“إعلام تيفي”: “في يوم التتويج، لم يُسمح لنا بالتصوير كما سُمح للصحفيين وصناع المحتوى الآخرين، رغم أنني أمارس هذه المهنة وأتوفر على معداتي الخاصة”.

وتابعت: “لم يُسمح لنا بدخول المعرض لا في يوم الافتتاح ولا في الأيام الموالية، فقط لأننا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكأننا عبء يجب إبعاده عن المشهد”.

وأكدت المتحدثة أن ما واجهته لا يقتصر فقط على حرمانها من التغطية أو المشاركة، بل يشمل أيضا أبسط الحقوق في التنقل الآمن والولوج إلى المرافق.

“أنا أستعمل الكرسي المتحرك، والطرقات غير مهيأة، لا يمكننا المرور فوق الرصيف، بل نُجبر على السير في الشارع إلى جانب السيارات، ما يشكل خطرا حقيقيا على سلامتنا”، تضيف بأسى.

وفيما يخص الولوجيات، عبّرت (ف.ف) عن استيائها من الوضع، قائلة: “المقاهي والمحلات التجارية تفتقر كلها إلى التجهيزات المناسبة، وكأن لا أحد يعترف بوجودنا أو بكوننا بشر نملك نفس الحقوق”.

وذهبت المتحدثة إلى ما هو أبعد من الجانب اللوجستي، متطرقة إلى النظرة الاجتماعية القاسية التي ترافق ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قالت: “يُنظر إلينا وكأننا حشرات، أو كائنات يجب أن تظل حبيسة البيت إلى أن تموت، لا أحد يعتبرنا أشخاصا لهم كرامة وطموحات”.

ووصفت يوم التتويج بأنه كان “لحظة مؤلمة”، حيث وُضعت حواجز خاصة بهم ومنعوا من الاقتراب أو التصوير، خلافا لباقي الزوار الذين كانوا أحرارا في التنقل والتفاعل مع الكرنفال. “حتى المساحة المخصصة لنا تم تحديدها بخط لا يُسمح لنا بتجاوزه… كان الأمر مُهيناً”.

وفي ختام تصريحها، عبّرت (ف.ف) عن شعورها بالإحباط قائلة: “تعبت من الحديث عن هذه المعاناة. أتحدث مراراً على منصاتي، لكن دون جدوى. لا أحد يستمع، لا تجاوب، ولا حتى التفاتة بسيطة تحترم إنسانيتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى