أديب: “دعم السكن ليس مجرد تمويل بل رؤية تضامنية لعدالة مجالية واجتماعية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

انطلقت صباح اليوم بمدينة الدار البيضاء فعاليات النسخة الثامنة من معرض “العمران إكسبو 2025″، وسط حضور وازن لمجموعة من الفاعلين العموميين والخواص في قطاع الإسكان والتنمية المجالية.

ويُقام المعرض هذه السنة تحت شعار: “دعم السكن: مبادرة تضامنية لسكن ميسَّرٍ للجميع”، في سياق وطني يتسم بتنامي الحاجة إلى حلول سكنية عادلة ومستدامة، تعزز العدالة المجالية وتستجيب لتطلعات فئات واسعة من المواطنين.

وفي الكلمة الافتتاحية للندوة، أكد كاتب الدولة المكلف بالإسكان، بنبراهيم أديب، أن هذا الموعد السنوي بات يشكل محطة مفصلية في منظومة السياسات السكنية بالمغرب، حيث لا يقتصر دوره على عرض المشاريع والمبادرات، بل يتجاوز ذلك ليكون منصة للتفكير الجماعي في مستقبل السكن بالمملكة.

وأوضح أديب أن المغرب، بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، استطاع تحقيق تقدم مهم في مجال الولوج إلى السكن، من خلال برامج عمومية مهيكلة أسهمت في تحسين ظروف عيش آلاف الأسر.

وأشار  إلى أن معرض “العمران إكسبو” أضحى اليوم محفزًا فعليًا لإنعاش العرض العقاري الوطني، وفضاءً استراتيجيًا للتبادل المهني والاستشرافي حول قضايا الاستدامة والرقمنة والهندسة المالية المبتكرة.

وأضاف أن اختيار موضوع دعم السكن للندوة الافتتاحية لم يأت اعتباطًا، بل يعكس الحاجة إلى استجابات جديدة للتحديات التي تواجه المنظومة الحضرية، ويؤكد على التزام الدولة بمواصلة توفير السكن اللائق للفئات ذات الأولوية.

وخلال عرضه لتفاصيل برنامج “دعم السكن”، كشف بنبراهيم أديب أن البرنامج، الذي انطلق سنة 2024، عرف منذ بدايته إقبالاً واسعًا، حيث تم تسجيل ما مجموعه 136.067 طلباً، وتمكن لحد الآن 51.015 مستفيدًا من اقتناء سكن لائق يستجيب للمعايير المعتمدة.

وأوضح أن التحليل السوسيو-ديمغرافي للمستفيدين يُبرز معطيات بالغة الأهمية، منها أن 24% من المستفيدين ينتمون للجالية المغربية المقيمة بالخارج، و46% منهم نساء، بينما يمثل الشباب أقل من 35 سنة نسبة 33%، ما يعكس الطابع الشامل للبرنامج ووقعه المباشر على فئات حيوية من المجتمع.

وأكد المسؤول الحكومي أن الجهات التي سجلت أعلى نسب الاستفادة شملت الدار البيضاء-سطات، فاس-مكناس، الرباط-سلا-القنيطرة، الجهة الشرقية، طنجة-تطوان-الحسيمة، وبني ملال-خنيفرة، في دلالة واضحة على الحركية الوطنية الشاملة التي يعرفها البرنامج.

وأوضح في السياق ذاته أن هذه الدينامية تواكبها مؤشرات اقتصادية مشجعة، من أبرزها ارتفاع استهلاك الإسمنت بنسبة 31.98%، وزيادة القروض الموجهة للسكن بنسبة 2.2%، إلى جانب ارتفاع القروض الممنوحة للمنعشين العقاريين بـ5.59%.

وسجل بنبراهيم أديب أن حجم مساهمة الدولة في البرنامج بلغ 4.11 مليار درهم، لدعم اقتناء مساكن تزيد قيمتها الإجمالية عن 20.8 مليار درهم، ما يعكس الإرادة الراسخة للسلطات العمومية في جعل الحق في السكن دعامة مركزية للتنمية.

وأبرز أن هذا الإنجاز تحقق بفضل حكامة ناجعة ورقمنة شاملة للبرنامج، أثمرت عن تنسيق محكم بين عدة مؤسسات، منها وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد والمالية، الأمن الوطني، الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، المجلس الوطني للموثقين، وصندوق التقاعد والتأمين، مشيدًا بمستوى الانخراط والتعاون الذي طبع هذه الدينامية الجماعية.

وأشار في ختام كلمته إلى أن مجموعة العمران، بصفتها الذراع التنفيذي للدولة في ميدان الإسكان، تواصل انخراطها الفعلي في هذا الورش، سواء عبر إنتاجها الذاتي، أو من خلال طلبات إبداء الاهتمام التي تفتحها في وجه المستثمرين الراغبين في المساهمة في إنتاج سكن ميسر وذو جودة

وشدد أديب على أن ما تحقق حتى الآن لا يجب أن يدفع إلى الاكتفاء، بل إلى مضاعفة الجهود وتوسيع نطاق التعبئة، لأن ورش الإسكان هو ورش مستمر، وجوهره خدمة المواطن والمساهمة في بناء مدن مغربية عادلة، مستدامة، وشاملة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى