بغازي لـ”إعلام تيفي”: “مؤشرات علمية تُرجّح صيفًا شديد الحرارة بالمغرب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الدكتور العربي بغازي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية، أنه “لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن صيف 2025 سيكون الأكثر حرارة في تاريخ المغرب”، غير أنه أوضح أن هناك مؤشرات علمية وتوجهات مناخية عالمية ترفع من احتمال تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة خلال هذا الصيف.
وكشف بغازي لـ”إعلام تيفي” أن من أبرز هذه المؤشرات الاتجاه العالمي نحو الاحترار المناخي، مشيرًا إلى تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التي تؤكد أن موجات الحر باتت أكثر تواترًا وحدة، وأن المغرب، بصفته جزءًا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، يُعد من أكثر المناطق تأثرًا بهذه الظاهرة. وأضاف أن ظاهرة النينيو، إذا استمرت خلال عام 2025، قد تسهم في تعزيز هذا الارتفاع الحراري، على غرار ما حدث في عامي 2023 و2024.
وأوضح الاستاذ أن ارتفاع درجات الحرارة لا يرتبط فقط بالعوامل الطبيعية، بل يُعزى كذلك إلى التأثير البشري والتغيرات المناخية الناتجة عن النشاط الصناعي والإفراط في استهلاك الموارد.
وأشار إلى أن ظاهرة النينيو الأخيرة كانت من بين الأقوى تاريخيًا، إذ ساهمت، وفق منظمة الأرصاد العالمية (WMO)، في رفع متوسط درجات الحرارة العالمية مؤقتًا بحوالي 0.2 إلى 0.3 درجة مئوية.
أما بخصوص التأثيرات المحتملة لهذا الارتفاع الحراري على المغرب، أكد الدكتور أن أول المتضررين سيكون القطاع الفلاحي، حيث يُتوقع تراجع في كمية التساقطات، وارتفاع نسبة التبخر، وتدهور في مستويات المياه السطحية والجوفية، مما سينعكس سلبًا على إنتاجية المزروعات واستقرار الموارد المائية.
وأضاف أن هذه الأزمة ستؤدي إلى تداعيات سوسيو-اقتصادية تشمل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع القدرة الشرائية، بالإضافة إلى انعكاسات صحية خطيرة كظهور أمراض مرتبطة بالحرارة والباعوض، خاصة في المناطق الجافة كالجنوب الشرقي.
وأكد أن المغرب لا يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التحديات المناخية، بل يعمل على تطوير استراتيجيات للتكيّف، أبرزها تعزيز الطاقات المتجددة، وتحلية مياه البحر، وترشيد استخدام الموارد المائية عبر تقنيات الري بالتنقيط.
وأشار إلى مشاريع بناء السدود، وتخطيط حضري مستدام يراعي التغيرات المناخية، فضلاً عن جهود التوعية البيئية، وتوسيع المساحات الخضراء في المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وطنجة.
وفي الجانب الصحي، شدد الخبير على أهمية حماية الفئات الهشة من موجات الحر، داعيًا إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتوفير فضاءات مكيّفة ودعم الرعاية الصحية، إلى جانب نشر ثقافة التكيّف البيئي وسط المواطنين، وترسيخ وعي جماعي يسهم في مواجهة تحديات المناخ الراهنة.
ودعى بدعوة الجميع، من مواطنين وسلطات، إلى إدراك خطورة الوضع، قائلاً: “التكيّف مع التغيرات المناخية لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجودية لضمان مستقبل آمن ومستقر”.





