تهيئة الشوارع قبل الانتخابات.. تنمية أم دعاية انتخابية بمال عمومي؟

فاطمة الزهراء ايت ناصر
قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات، تعود الحركية إلى شوارع وأزقة مدن وقرى المملكة. مشاريع تهيئة الأرصفة وتزفيت الطرقات تنطلق فجأة، بعد أن ظلت لسنوات في طي التأجيل أو الإهمال، ما يثير علامات استفهام لدى المواطن المغربي: هل الأمر يتعلق بتدارك تأخر تنموي؟ أم أن وراء الأشغال رسائل انتخابية مبكرة؟
اللافت أن العديد من الجماعات المحلية، خاصة في المناطق القروية، دخلت سباقًا محمومًا لإطلاق الصفقات وتسريع وتيرة الإنجاز، حتى تلك التي عرفت تعثراً طويلاً أو توقفت بسبب صراعات سياسية داخلية. واليوم، تعود هذه الأوراش إلى الواجهة في لحظة مشبوهة التوقيت، وكأن غبار الآليات يغطي نوايا انتخابية غير معلنة.
وفي هذا السياق، تشير معطيات حصل عليها موقع “إعلام تيفي” إلى أن بعض المجالس عمدت إلى توزيع ميزانيات على أعضاءها، ليقوم كل منتخب بتبليط الأحياء التي تقع ضمن دائرته الانتخابية، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لشراء ثقة الناخبين عبر تعبيد طرق طال انتظارها.
هذا السخاء المفاجئ في تهيئة الشوارع، بعد سنوات من التجاهل، يطرح أسئلة مشروعة حول علاقة التنمية المحلية بالمواعيد السياسية. فهل هي استجابة أخلاقية متأخرة لانتظارات السكان؟ أم استثمار سياسي في المال العمومي لتحقيق مكاسب انتخابية؟
ما بين نوايا الإصلاح ورهانات التصويت، تبقى المحاسبة هي الفيصل، خصوصاً أن ذاكرة الناخب لم تعد قصيرة كما يظن البعض، ووعيه بربط التنمية بالاستمرارية لا بالمواسم الانتخابية، بات أكثر حضوراً من أي وقت مضى.