هل تتحول المجزرة البلدية بورزازات إلى فضاء للذبيحة السرية؟

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد أحد سكان حي المقاومة بمدينة ورزازات، في تصريح لـ”إعلام تيفي”، أن معاناة الساكنة مع المجزرة البلدية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عقود من الزمن، مشيرًا إلى أن الوضع البيئي الكارثي يرافق الحي منذ سنوات ، رغم الشكايات المتكررة التي وجهها السكان إلى السلطات المحلية.

وكشف المتحدث أن السلطات كانت تكتفي، في كل مرة، بإيفاد لجنة مراقبة سرعان ما تختفي دون نتائج ملموسة، معتبرًا أن ذلك يدخل في إطار “أسلوب تسكيني” لامتصاص الغضب، دون إرادة حقيقية لمعالجة الوضع.

وأوضح أن المجزرة تعمل ليلًا بشكل يومي حتى الساعة العاشرة صباحًا، ويُفضّل العاملون بها هذا التوقيت تحديدًا بسبب غياب ثلاجات التبريد، مما يطرح علامات استفهام حول مدى احترام شروط السلامة الصحية، خاصة أن الشاحنات المحملة بالبهائم تتوافد على الحي خلال ساعات متأخرة من الليل، في مشهد لا يخضع لأي مراقبة صارمة.

وأشار المتحدث إلى أن الحظائر المحيطة بالمجزرة تم بناؤها بشكل عشوائي من طرف الجزارين، دون أي تدخل أو ترخيص من البلدية، وتُستخدم لتخزين جلود الذبائح طيلة السنة، بل ولتربية الأغنام والماشية في حال لم يتم ذبحها، وهو ما يُعد، بحسبه، “خرقًا صريحًا للقوانين المعمول بها في هذا المجال”.

الأخطر من ذلك، كما أوضح، أن العمل الليلي، وضعف المراقبة، وغياب مخرج رئيسي موحد للمجزرة، كلها مؤشرات تثير القلق، وتطرح احتمال وجود عمليات ذبح سري أو تمرير حيوانات غير صالحة للاستهلاك، مثل المريضة أو النافقة، دون أن يتم كشفها.

وأضاف المتحدث أن “المجزرة لا توفر أي ظروف صحية لائقة لا للسكان ولا للحيوانات، حيث ينتشر الذباب السام، وتظهر أعراض الحساسية والربو بشكل ملحوظ بين القاطنين، في ظل غياب النظافة، وتكدس الأزبال، والروائح الكريهة، فضلًا عن انتشار الكلاب الضالة التي تتغذى على بقايا الذبائح”.

وتابع قائلا: “استقبلنا مؤخرًا نائب رئيس الجماعة، الذي وعد بحل مؤقت إلى حين تجهيز المجزرة الجديدة المتواجدة في موقع أفضل، لكنه تحدث عن وجود عراقيل، من بينها نقص الأدوات. لكن الحقيقة، كما يقول، أن الأمر يعكس استهتارًا خطيرًا من طرف الجماعة وقلة مسؤولية واضحة”.

وأوضح أحد سكان نفس الحي لـ”إعلام تيفي”، أن معاناة السكان لا تتوقف عند الروائح والكلاب والذباب، بل تمتد إلى الإزعاج الليلي المستمر، حيث تُستقدم البهائم عبر شاحنات صاخبة وتُنقل إلى داخل المجزرة في ساعات متأخرة من الليل، وسط أصوات الأبقار وضجيج المنبهات، مما يحرم العائلات من النوم ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأطفال.

وكشف المتحدث أن الساكنة، رغم وضعها لشكايات منذ سنة 1997، لم تتلقَ غير وعود متكررة لم تُترجم إلى أي حلول ملموسة، مشيرًا إلى أن لجنة من الجماعة كانت قد استقبلتهم مؤخرًا، ووعدت بحل مؤقت إلى حين فتح المجزرة الجديدة، لكن دون تحديد أي سقف زمني واضح، في ظل ما وصفه بـ”الاستهتار وقلة الجدية”.

وأشار إلى أن سكان حي المقاومة وجّهوا عريضة احتجاجية إلى باشا المدينة بتاريخ 13 يونيو 2022، طالبوا فيها برفع الضرر الجسيم الناتج عن المجزرة التي تعاني من تدهور في البنية التحتية وغياب تام لشروط النظافة والسلامة. وأوضحت العريضة أن هذه المعضلة ليست جديدة، بل هي نتيجة لتجاهل المسؤولين المتعاقبين في بلدية ورزازات لشكايات الساكنة.

وشددت العريضة على ضرورة التدخل العاجل، من خلال تحديد أوقات العمل داخل المجزرة، ومنع دخول الشاحنات ليلًا، وإزالة الحظائر غير القانونية، ووقف تخزين جلود الذبائح التي تظل مركونة في غرف مهجورة طيلة السنة.

وختم الساكن تصريحه بدعوة عاجلة إلى الجهات المعنية للتدخل، قائلًا: “نحن لا نطلب سوى بيئة سليمة نعيش فيها بكرامة. استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة صحية وبيئية، خاصة إذا ثبت وجود ذبائح غير مراقبة تصل إلى موائد المواطنين دون علمهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى