الطرشاوي ل”إعلام تيفي”:”الرياضة المغربية تملك الكفاءات لكنها تحتاج إلى تفعيل التخصصات”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد المحلل الرياضي ضياء الدين الطرشاوي أن الاحتراف في المجال الرياضي المغربي لن يتحقق إلا باحترام التخصصات وتثمين الكفاءات، على غرار ما تقوم به دول رائدة كأمريكا وإسبانيا، التي جعلت من الرياضة صناعة حقيقية تدر الأرباح وتُروج لصورة البلد في الخارج.

وأوضح ل”إعلام تيفي” أن المغرب يتوفر على طاقات بشرية ومهنية عالية، سواء داخل الوطن أو خارجه، لكنها تظل غير مُفعّلة بالشكل المطلوب، مضيفًا: “يجب أن نأمن بالتخصص، ونظع كل شخص في مكانه الصحيح بكفائته”.

وكشف المحلل أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بفضل توجيهات الملك محمد السادس ودينامية رئيسها فوزي لقجع، قطعت أشواطًا مهمة في تحديث القطاع الرياضي، من خلال إدماج التكنولوجيا، توقيع شراكات دولية، والانفتاح على تجارب متقدمة كالتي ينهجها الاتحاد الإسباني الذي يضم أكثر من 1000 موظف، مقابل 150 فقط في الجامعة المغربية. وقال في هذا الصدد: “هذا يعكس الفرق في بنية التسيير والاحتراف، وعلينا أن نستلهم من هذه النماذج”.

وفي ما يخص الإعلام الرياضي، أوضح ضياء الدين أن هناك خللًا كبيرًا في تكوين الصحفيين الرياضيين، معتبرًا أن “غياب معاهد متخصصة، وضعف التكوين الأكاديمي، يؤدي إلى ضعف التغطية الإعلامية، خصوصًا ونحن مقبلون على تظاهرات كبرى ككأس العالم وكأس إفريقيا”.

وأكد أن الإعلام شريك استراتيجي في إنجاح أي مشروع رياضي، داعيًا إلى تمكين الصحافيين من أدوات العمل، والتكوين، والدعم التقني واللوجستي، ليقوموا بدورهم في توعية الجمهور وتقديم صورة مشرفة عن البلاد.

وأضاف أن “الصحافي الرياضي في الدول المتقدمة يُعامل كفاعل مهم، ويحظى بالاستقرار والدعم، وهذا ما نفتقده في المغرب، رغم أن لدينا طاقات ممتازة في التعليق، التحليل، الصياغة، والتغطية بعدة لغات”.

ودعا إلى جعل كأس العالم 2030 فرصة لبناء مشروع وطني متكامل، ليس فقط على مستوى التنظيم، بل أيضًا على مستوى البنية التحتية، الإعلام، تكوين الجمهور، ودعم المدرسة الرياضية.

وقال: “السنوات الخمس المتبقية يجب ان تمون للتعبئة مثل حملة انتخابية، لإعداد قاعدة، وتوعية المواطن بأن هذا المشروع هو مشروع للجميع”.

أما بخصوص تنظيم الولايات المتحدة الأمريكية لكأس العالم للأندية، فأكد ضياء الدين أن الاختيارات الجغرافية لبعض المباريات أثارت عدة تساؤلات، خاصة وأن بعض الولايات التي احتضنت المباريات تعاني من ظروف مناخية صعبة كالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، وهو ما أدى إلى تعرض بعض اللاعبين لضربات شمس وإلغاء بعض المباريات بسبب العواصف.

وأثنى ضياء الدين على التنظيم الأمريكي من الناحية التسويقية والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعرف جيدًا كيف تحوّل الرياضة إلى مشروع اقتصادي مربح، كما أنها تُراهن بقوة على كرة القدم مؤخرًا، مستفيدة من الجالية اللاتينية التي تعشق المستديرة، ومن استثمارات كبيرة كشراء ديفيد بيكام لنادي إنتر ميامي وتسويق صورة البطولة الأمريكية عالميًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى