قضايا الطفولة، الثقافة الرقمية، وصيانة التراث في صلب تدخلات بنسعيد

حسين العياشي: صحافي

شهدت الغرفة الأولى للمؤسسة التشريعية نقاشًا واسعًا انطلق بتوجيه أسئلة لوزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، حول قضايا متعددة تتعلق بالشباب والفضاء الرقمي، وبالسياسات الثقافية والتراثية.

وذلك في إطار الجلسة العمومية التي عقدها مجلس النواب والمخصصة للأسئلة الشفهية طبقًا للفصل 100 من الدستور.

الوزير شدد في مستهل مداخلته على أن مسألة استغلال الأطفال والمسنين في المحتوى الرقمي تمثل قضية مجتمعية بامتياز، تهم الأسر والمؤسسات على حد سواء.

مؤكدًا أن الحكومة بصدد مناقشة مشروع قانون لتأطير هذا المجال وسد الفراغ التشريعي القائم، بما يضمن حماية الفئات الهشة ويحصّن الفضاء الرقمي من الاستعمالات غير الأخلاقية.

وفي ما يخص السياسة الثقافية، أوضح بنسعيد أن الوزارة تشتغل على إحداث بنية تحتية ثقافية متطورة بشراكات متعددة، إلى جانب تعميم التعلم عن بعد بالتعاون مع المعاهد الموسيقية، مع الحرص على دعم الإنتاج الموسيقي وتوزيعه، وتشجيع المهرجانات التراثية، لا سيما في القرى والمدن الصغرى، عبر تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص.

كما أكد الوزير أن قطاع الثقافة يولي اهتمامًا خاصًا بالتراث الوطني المخطوط للحفاظ على الهوية المغربية، مضيفًا أن الوزارة شرعت في تفعيل إطار قانوني خاص بالموروث الثقافي اللامادي، معتبرًا أن الثقافة لم تعد ترفًا أو مجالًا ثانويًا، بل صناعة واعدة يمكن أن تشكل بديلًا اقتصاديًا حقيقيًا للمساهمة في معالجة إشكالية البطالة.

وفي معرض حديثه عن قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية، أشار بنسعيد إلى أن هذا المجال بات يحظى بأهمية عالمية، وأن المغرب يراهن على تعزيز التكوين فيه باعتباره رافعة اقتصادية ناشئة.

وفي هذا السياق، أبرز توقيع اتفاقيات شراكة مع وزارة التعليم العالي ومكتب التكوين المهني، فضلًا عن اتفاقيات دولية رفيعة المستوى، جرى التوقيع عليها أمام جلالة الملك ورئيس الجمهورية الفرنسية، موضحًا أن القيمة الحقيقية لهذه الصناعة تكمن في قوة العنصر البشري القادر على تطويرها محليًا.

واختتم الوزير مداخلته بالتأكيد على أهمية النقوش الصخرية كعنصر تراثي وتنموي في آن واحد، مشيرًا إلى تجربة منتزه زاكورة التي تمثل انطلاقة فعلية لهذا التوجه، مع العمل على تعميمه مستقبلًا في باقي المناطق.

وفي هذا الإطار، تم توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة التجهيز لدعم البنية التحتية وتيسير الاستثمارات في هذا المجال، قصد تثمين الموروث الطبيعي والثقافي وتحويله إلى أداة للتنمية المحلية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى