الغيلاني ل”إعلام تيفي”: “الدبلوماسية الملكية اسقطت مناورات الانفصال و رسمت معالم التسوية النهائية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

كشف الدكتور الغالي الغيلاني، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الديبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس نجحت في نقل قضية الصحراء المغربية من دائرة الجمود إلى دينامية جديدة متعددة الأبعاد، مؤكّدًا أن هذا التحول الاستراتيجي حوّل المملكة إلى “قوة إقليمية وقارية وشريك موثوق على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف”.

وأوضح غيلاني، لـ”إعلام تيفي”، أن قضية الصحراء أصبحت معيارًا للعلاقات الخارجية للمغرب، وفق ما أكده الملك محمد السادس، حين اعتبرها “النظارة التي يرى بها المغرب العالم”. مضيفًا أن المملكة عملت على بلورة نهج ديبلوماسي يرتكز على أربعة محاور أساسية: ترسيخ السيادة، حشد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، سحب الاعتراف بالكيان الانفصالي، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية.

وشدد المتحدث على أن النتائج الرقمية تؤكد نجاح هذا النهج؛ إذ لم تعد 85% من دول الأمم المتحدة تعترف بالكيان الانفصالي، وتم سحب الاعتراف من طرف 46 دولة منذ سنة 2000، كما فتحت 30 دولة قنصليات في مدينتي العيون والداخلة.في الوقت ذاته، تعترف 117 دولة بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد وواقعي يتمتع بالجدية و المصداقية ، من ضمنها 22 دولة أوروبية و اي ما يمثل مجموع 60% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة

وأشار الدكتور إلى أن مجلس الأمن نفسه وصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها جادة وواقعية وذات مصداقية، في قراره الأخير رقم 2765 الصادر سنة 2024، مما يكرس مكانة المغرب كمحاور أساسي داخل المسلسل الأممي، ويؤكد أن أي حل للنزاع لا يمكن أن يكون خارج السيادة المغربية، ولا خارج إطار الأمم المتحدة، ولا بدون إشراك الأطراف المعنية، خصوصًا الجزائر.

وأوضح أن الديبلوماسية الملكية نجحت في تحييد الاتحاد الإفريقي من الملف، وقصر دور المؤسسات القارية على دعم جهود الأمم المتحدة، بناءً على القرار رقم 693 الصادر عن قمة الاتحاد الإفريقي.

وأضاف غيلاني أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك سنة 2015، حول الصحراء المغربية إلى منصة استراتيجية للربط بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، من خلال مبادرات هيكلية كأنبوب الغاز النيجيري-المغربي، والمبادرة الأطلسية لفائدة دول الساحل، ومشروع تمكين تلك الدول من الولوج إلى الواجهة البحرية الأطلسية.

وأكد على أن الديبلوماسية المغربية باتت تقارب ملف الصحراء من زوايا متعددة: سياسية، اقتصادية، تنموية، أمنية واستراتيجية، مما جعل المملكة تفكك أطروحة الانفصال وتبني زخمًا دوليًا متناميًا يدعم وحدتها الترابية على أساس الحكم الذاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى