بركنان ل”إعلام تيفي”: “الزيارة الأمريكة لشمال إفريقيا تحمل أبعادًا أمنية لحسم ملف الصحراء”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد سعيد بركنان، الباحث في العلوم السياسية، أن الزيارة التي يقوم بها مسعد بولس إلى شمال إفريقيا تندرج ضمن سياق دولي وإقليمي تحكمه عدة معطيات إطارية، أبرزها تعاظم الحضور الصيني في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة عبر استراتيجية “الحزام والطريق”، وذلك بعد فشل المقاربة الأمريكية التقليدية التي كانت تربط بين تقديم المساعدات وتحقيق الديمقراطية.
وأوضح بركنان ل”إعلام تيفي” أن المقاربة الأمريكية في إفريقيا ظلت لسنوات محدودة التأثير، إذ اعتمدت بشكل كبير على خلق توازنات سياسية وأمنية لصالح القوى الأوروبية الحليفة لواشنطن، مثل فرنسا وبريطانيا، في محاولة للحد من النفوذ الصيني اقتصاديًا والروسي عسكريًا.
وأضاف الباحث أن هذه المتغيرات تطرح تساؤلات حول موقع ملف الصحراء المغربية في التوجه “الجيواقتصادي” الأمريكي نحو القارة الإفريقية، مبرزًا أن هذا الملف، وإن كان محسومًا تاريخيًا لصالح المغرب، فقد عرف خلال السنوات الأخيرة حسمًا سياسيًا واضحًا بدعم الحل الواقعي والسلمي الذي قدمه المغرب وحاز تأييد أغلبية دول الأمم المتحدة، إضافة إلى الاعتراف الصريح من قبل الولايات المتحدة وفرنسا بالسيادة المغربية، والاعتراف الضمني لباقي أعضاء مجلس الأمن بعدم استخدام حق الفيتو ضد القرارات الداعمة لهذا التوجه.
وأشار بركنان إلى أن الحسم السياسي في ملف الصحراء فرض ضرورة وضع أرضية أمنية مستقرة لتفعيل الاستراتيجية المغربية الرامية إلى جعل الصحراء قطبًا اقتصاديًا إقليميًا، بما يربط شمال إفريقيا بدول الساحل وغرب القارة والواجهة الأطلسية الإفريقية.
هذا التوجه – يضيف بركنان – ينسجم مع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في القارة، التي تهدف إلى مواجهة النفوذ الاقتصادي الصيني والتغلغل العسكري الروسي، خاصة في شمال وغرب إفريقيا.
وشدد الباحث على أن الولايات المتحدة باتت تعتبر، منذ إدارة ترامب، أن التنمية في إفريقيا ترتكز أساسًا على البعد الاقتصادي وليس على فرض نموذج ديمقراطي مقابل المساعدات، مشيرًا إلى أن التحركات الحالية، بما فيها لقاءات مسعد بولس، تهدف إلى تعزيز المحيط الأمني لتسريع تنزيل مشروع الحكم الذاتي وحسم ملف الصحراء أمنيًا بعد الحسم السياسي الذي تحقق لصالح المغرب.





