
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد المحلل الاقتصادي بدر زاهر الأزرق أن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش حمل إشارات قوية تعكس وعياً عميقاً بمكامن الخلل في تنزيل عدد من البرامج التنموية، رغم ما تحقق لحد الآن من منجزات تدعو إلى الفخر.
وأوضح الأزرق ل”إعلام تيفي” أن جلالة الملك ذكّر في خطابه بما تم إنجازه على عدة مستويات، من تراجع الفقر متعدد الأبعاد، إلى تطوير البنية التحتية، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتفعيل الدعم المباشر، بالإضافة إلى التقدم المسجل في ورش الجهوية المتقدمة، معتبراً أن هذه المؤشرات كلها تعكس جهوداً تنموية ملموسة.
لكن في المقابل، كشف المحلل الاقتصادي أن الخطاب الملكي حمل تنبيهاً واضحاً إلى وجود خلل بنيوي يتمثل في “مغرب يسير بسرعتين”: مغرب المشاريع الكبرى، والاستثمارات العمومية، والخدمات المتقدمة؛ ومغرب آخر يسير بخطى بطيئة يعاني من ضعف الخدمات وصعوبات تنموية مزمنة.
وأكد الأزرق أن هذا التنبيه الملكي يهدف إلى توحيد وتيرة التنمية بين مختلف الجهات، وهو ما لا يمكن أن يتحقق – حسب الخطاب الملكي – إلا عبر تعزيز الروابط التضامنية بين الجهات، وتحقيق عدالة مجالية حقيقية، تُفعَّل من خلال ورش الجهوية ليس فقط كآلية لتفويض التدبير المالي والاقتصادي، بل كرافعة لبناء جسور التعاون والتكامل بين الأقاليم والمحاور الاقتصادية بالمملكة.
وأضاف أن جلالة الملك شدد أيضاً على ضرورة ملاءمة الاستثمارات العمومية مع متطلبات التشغيل والقيمة المضافة، محذراً من استمرار نماذج غير منتجة لا تساهم في خلق فرص الشغل ولا ترفع من معدلات النمو، مما يعمّق الهوة مع مؤشرات الفقر والهشاشة.
وأكد على أن جلالة الملك قدم وصفة واضحة لتدارك مواطن القصور، من خلال مضاعفة الجهود وتسريع التنزيل السليم للجهوية، بما يضمن تحقيق الأهداف التنموية الكبرى التي طالما شكلت جوهر التوجيهات الملكية.





