جون أفريك : هذه الأسماء يعتمد عليها نزار بركة في غمار استحقاقات 2026

بشرى عطوشي

في إطار طموحه الواضح لقيادة الحكومة المقبلة، يسعى حزب الاستقلال، بقيادة نزار بركة، إلى تقديم نفسه كبديل موثوق لعهد أخنوش، على الرغم من كونه أحد حليفيه داخل السلطة التنفيذية.

على من يعتمد الأمين العام لحزب الميزان “الإستقلال”، للفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة؟

السؤال طرحته مجلة جون أفريك، في مقال عنونته ب “المغرب: فريق الحلم الانتخابي لنزار بركة يهجم بقوة على الانتخابات التشريعية لعام 2026”

الصحيفة أشارت أن الأمين العام الحالي لحزب الميزان اختار مسارًا أكثر تعقيدًا: كإعادة بناء حزب أضعفته سنوات حميد شباط، وحُوِّل لفترة من الوقت إلى مجرد حَكَم سلبي.

ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة، المقرر إجراؤها في شتنبر 2026، يُقدّم حزب الاستقلال، بقيادة بركة، نفسه كآلية انتخابية مُحكمة التنظيم، معتمدةً على تنظيم صارم وقدرة هائلة على التلاعب بالتوازنات الداخلية.

وراء هذه الواجهة المنظمة، لا يفتخر سوى عدد قليل من الرجال – بل وحتى عدد أقل من النساء – بإمكانية الوصول المباشر إلى الأمين العام.

لدى نزار بركة عدد قليل من الأصدقاء، وقليل من المقربين: فهو يعتمد على دائرة ضيقة من رفاق الدرب والرجال الموثوق بهم، وشخصيات إقليمية بارزة، وكتيبة من التكنوقراط وتحالفات المصالح، موزعة بعناية للحفاظ على السلام بين مختلف الفصائل والعشائر في هذا الحزب التاريخي.

واستعرضت صحيفة جون أفريك لا ئحة بالشخصيات التي يعتمد عليها نزار بركة لتخطي عتبة استحقاقات 2026، نحو حكومة المونديال.

وبدأت الصحيفة تقريره بمن اعتبرته العلبة السوداء لحزب الاستقلال، مصطفى حنين الذي يشغل حاليا منصب المفتش العام لحزب الاستقلال، وسبق وشغل منصب رئيس لجنة المالية بمجلس النواب، ومدير ديوان الوزير الأول، ومدير عام سابق لشركة كبرى، ومدير ديوان وزير التجهيز والنقل نزار البركة، وهو المشرف على الانضباط والتغطية الإقليمية من خلال شبكة تضم نحو 80 مفتشًا موزعين على كل ولاية، مما يضمن التمثيل المحلي الكامل.

كان حنين رفيقًا وفيًا لنزار بركة منذ أيامهما الأولى في الحزب مطلع الثمانينيات، وقد ساهم هذا الثنائي في تشكيل المواقف الاقتصادية والسياسية لحزب الاستقلال، كما يقف وراء نجاح المؤتمرات والانتخابات، ويضمن التماسك بين القيادات الإقليمية والمركز.

إسم آخر من الأسماء الواردة في لائحة نزار بركة يحضر، عبد الجبار الراشدي، الاستراتيجي الرصين، حيث تعد طنجة معقله، لكن في الرباط، في ظل نزار بركة، ارتقى عبد الجبار الراشدي في سلم النجاح.

وشغل منصب رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال منذ عام 2024، بعد أن شغل منصب مفتش التعليم الإقليمي في الشمال، وهو يمسك بمفاتيح أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.

يُوصف بأنه “هادئ ولكنه ثابت على المبادئ”. أسلوبه الإداري، الذي صقله في المناصب الوزارية وخلال الأزمات الداخلية للحزب، يجعله رجلاً توفيقيًا يتقن أدقّ التوازنات الداخلية، ويُخفف من حدة التوترات ويُوطّد التحالفات.

وبرز إسم التيكنوقراط رياض مزور، الذي يشغل منصب وزير الصناعة والتجارة منذ عام 2021، وهو الشخصية الرائدة في خلافة حزب الاستقلال التكنوقراطية.

يتمتع مزور بروح عملية ونشاط، ويجمع بين الخبرة الصناعية والحنكة السياسية. انضم إلى نزار بركة عام 2013 كرئيس ديوان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (CESE)، حيث كوّنا شراكة مهنية حول قضايا اقتصادية رئيسية.

في عام 2019، أصبح رئيسًا لديوان وزير الصناعة مولاي حفيظ العلمي، قبل أن يخلفه في عام 2021، متخذًا من السيادة الصناعية مبدأً له.

وهو الورقة الرابحة لبركة في مخاطبة المديرين التنفيذيين وقادة الأعمال والناخبين في المناطق الحضرية، مطالبًا بتحقيق نتائج ملموسة. في حزبٍ غالبًا ما يتميز بجذوره التقليدية، يُمثّل مزور جسرًا بين القاعدة التاريخية للحزب والجيل الجديد من صناع القرار.

بدوره مولاي حمدي ولد الرشيد، يحتل مكانة فريدة في حزب الاستقلال، بصفته لاعبًا رئيسيًا في ترسيخ الحزب الإقليمي في الأقاليم الجنوبية، يُدرك مولاي أن الأغلبية لا تُبنى إلا بدعمه.

فبينما لعب ولد الرشيد دورًا حاسمًا في إقالة حميد شباط وانتخاب بركة زعيمًا للحزب، إلا أنه لم يكن يومًا من النوع الذي يتنحى، ساعيًا إلى التأثير على التوازنات الداخلية من خلال محاولات تعديل النظام الأساسي للحزب أو السيطرة على هياكل حزبية موازية.

عبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجيستيك، إسم بارز في حزب الاستقلال، إضافة إلى إسم  عمر احجيرة الذي يشغل حاليا منصب كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة مكلف بالتجارة الخارجية، وعبد المجيد الفاسي الفهري الذي  يُجسّد الجيل الجديد من الاستقلاليين، بين التراث العائلي وتحديات التواصل السياسي المعاصر. نائب رئيس مجلس النواب، المُنتخَب من فاس، هذا الشاب البالغ من العمر ثلاثين عامًا، خريج جامعة الأخوين.

ويأتي إسم عدنان بنشقرون إبن احد مؤسسي حزب الاستقلال، نائب رئيس تحالف الاقتصاديين التابع للحزب، كما برز في تقرير جون أفريك إسم نعيمة بنيحيى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي، والأسرة، حيث اعتبرت الصحيفة أن حزب الاستقلال يفتقر للوجوه النسائية، وأن نعيمة بن يحيى من الشخصيات التي تحظى بالاحترام في محيط نزار بركة لخبرتها، على الرغم من أنها نادراً ما ترشح نفسها.

وتختم جون أفريك تقريرها بأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، والمدير السابق للعلاقات مع البرلمان، عبد الحفيظ إدمينو الذي يُعدّ من أبرز الشخصيات القيادية في حكومة البركة.

هذه الأسماء العشرة تعد من الأسماء التي تشكل ثقلا مهما بالنسبة لحزب الاستقلال، من أجل الإعداد القوي والمدروس لاستحقاقات 2026، التي سيدخلها أيضا حزب الحمامة والأصالة اللذان أعدت جون أفريك تقريرا بشأنهما، وعلى من يعتمد الحزبان لدخول غمال وسباق الاستحقاقات الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى