الرباط على إيقاع سباق الزمن.. ورش ضخم لتحويل حي الرياض قبيل “الكان”

حسين العياشي
تعيش الرباط على وقع ورش عمراني ضخم يُعيد رسم ملامح حي الرياض ويحوّله إلى واجهة حضرية جديدة للعاصمة، قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا. محطة القطار الفائق السرعة “البراق” المستقبلية، إلى جانب مجموعة من البنى التحتية المرافقة، باتت تتشكل على أرض الواقع بوتيرة متسارعة، في مشروع يُنتظر أن يغير المشهد الحضري للمنطقة بشكل جذري.
المشروع، الذي تطلب استثمارات بعشرات الملايين من الدراهم، يشمل محطة حديثة متصلة بمحطة الرباط المركزية، ونفقًا أرضيًا يربط مباشرة حي الرياض بالمركب الرياضي مولاي عبد الله، إضافة إلى جسر مُعلّق للمشاة يؤدي إلى الملعب. كما سيُنجز عدد من المواقف التحت أرضية لتسهيل حركة المرور وضمان انسيابية الوصول خلال الفعاليات الكبرى.
في موقع الأشغال، المشهد أشبه بخلية نحل لا تهدأ، حيث تتوزع الفرق العاملة بين رافعات وآليات ومعدات ثقيلة، تعمل على مدار الساعة للوفاء بآجال الإنجاز المحددة. وقد أُسندت الأشغال إلى شركات بناء كبرى من بينها NGE وSGTM، فيما تشهد محيطات المركب الرياضي عمليات واسعة لإعادة تهيئة الطرقات والفضاءات العامة.
هذا السباق مع الوقت تمليه استحقاقات رياضية كبرى، إذ سيستضيف المغرب في ديسمبر المقبل كأس أمم إفريقيا، تمهيدًا لتحدٍ أكبر يتمثل في تنظيم مشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال. وبُنيت هذه المنشآت بمعايير دولية لتخدم هذه المواعيد العالمية، ولتترك في الوقت نفسه إرثًا عمرانياً مستدامًا يحوّل حي الرياض إلى قطب حيوي للربط والنشاط في قلب العاصمة.