المغرب يخلد الذكرى الـ46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب وسط تعبئة وطنية متجددة

حسين العياشي
يحتفل الشعب المغربي، اليوم الخميس، بالذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب، وهي محطة تاريخية بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة، تجسد أسمى صور التلاحم بين العرش والشعب. في مثل هذا اليوم من سنة 1979، توجه وفد من علماء وأعيان ووجهاء قبائل وادي الذهب إلى القصر الملكي بالرباط، لتجديد البيعة للمرحوم الملك الحسن الثاني، مؤكدين تشبثهم الراسخ بالهوية المغربية ووحدة الوطن من طنجة إلى الكويرة، رغم كل محاولات الخصوم.
هذا الحدث المهيب، الذي خلد في خطاب تاريخي للراحل الحسن الثاني، جسّد التزام الدولة بضمان أمن وسلامة سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتعزيز مسار تنميتها، حيث سلّم الملك في المناسبة ذاتها أسلحة لزعماء القبائل، في إشارة قوية إلى استمرار التعبئة لحماية الوحدة الترابية.

بعد أشهر قليلة، جدد الحسن الثاني اللقاء بأبناء الإقليم خلال زيارة رسمية إلى الداخلة، التي كرّست مجددًا متانة الروابط بين العرش والشعب، وأفشلت مخططات أعداء الوحدة الترابية.

ومنذ ذلك الحين، أولى المغرب أهمية خاصة لتنمية أقاليمه الجنوبية، من خلال مشاريع مهيكلة في مجالات البنية التحتية، والاقتصاد، والخدمات الاجتماعية، بهدف تحويلها إلى قطب اقتصادي مندمج في النسيج الوطني.
وتُعد هذه الذكرى مناسبة لاستحضار ملاحم وطنية أخرى، مثل استرجاع طرفاية سنة 1958، وسيدي إفني سنة 1969، وتحرير باقي أقاليم الصحراء المغربية عبر المسيرة الخضراء سنة 1975، وصولًا إلى النهج الذي يواصله الملك محمد السادس بتعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية وترسيخ التعبئة الوطنية للدفاع عن السيادة المغربية.

وتنظم بهذه المناسبة، المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، لقاءً احتفاليًا بمقر ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، يتخلله تكريم مقاومين وأعضاء سابقين بجيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية على أسرهم، إلى جانب أنشطة ثقافية وتربوية في مختلف الأقاليم والجهات، بالشراكة مع مؤسسات وهيئات وطنية وجمعيات المجتمع المدني.





