شقير ل”إعلام تيفي”: “استرجاع وادي الذهب رمزية وطنية وحسم عسكري”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أوضح المحلل السياسي محمد شقير أن ذكرى استرجاع أقاليم وادي الذهب هذه السنة تأتي في سياق جيوستراتيجي خاص، يتمثل في رغبة المجتمع الدولي في حسم هذا الملف الذي طال أكثر من نصف قرن، بعد أن استُغِل في تنافس إقليمي من طرف النظام الجزائري، خصوصًا مع تجديد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ومساندة فرنسية وبريطانية لمبادرة الحكم الذاتي، ما يعزز موقف المغرب ويضعف الأطراف المعادية لوحدته الترابية.
وأوضح شقير ل”إعلام تيفي” أن استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان أيضًا تتويجًا للشرعية السياسية الداخلية، مستندة على البيعة والتجديد الذي قام به أعيان الصحراء سنة 1975 بقيادة خطري ولد السعيد الجماني، مؤكداً أن هذا الرباط الرمزي بين السكان والعرش العلوي أعطى الشرعية التاريخية لعملية استكمال الوحدة الوطنية.
وأكد المحلل السياسي أن التحرك الشعبي لسكان الداخلة ورفع رايات المغرب ومواجهة التهديد الموريتاني والبوليساريو كان دليلًا حيا على ارتباط السكان بالوطن، مشيراً إلى أن الخطاب الملكي في 8 أغسطس 1979 مثل لحظة فاصلة رمزية، حيث شدد الملك الحسن الثاني على أن الدفاع عن الصحراء واجب مقدس، مما أكسب العملية الشرعية والدعم الشعبي.
وكشف شقير أن البعد العسكري لعب دورًا محوريًا، حيث تدخل الجيش المغربي بقيادة كبار الضباط لتأمين وادي الذهب بعد انسحاب موريتانيا وتهديد البوليساريو المدعومة من الجزائر، لافتًا إلى معارك بئر أنزاران والوركزيز ودور سلاح الجو الأمريكي والفرنسي في إحباط المخطط الانفصالي، ما جعل السيطرة المغربية على المنطقة حاسمة ونهائية.
وأوضح شقير أن هذه الذكرى تحمل رمزية مزدوجة سياسية وعسكرية، مؤكداً أن استرجاع الأقاليم الصحراوية يكرس الشرعية الوطنية داخليًا وخارجيًا، ويؤكد وحدة المغرب واستقراره، كما جسدت زيارة الملك الحسن الثاني للداخلة في مارس 1980 لحفل عيد العرش هذه الرسالة بوضوح، إذ شددت على أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب الوطني وأن الدفاع عنها أولوية استراتيجية للدولة المغربية.