المدارس الخصوصية تستنزف جيوب الأسر مع الدخول المدرسي 2025-2026

حسين العياشي

مع اقتراب الدخول المدرسي 2025-2026، يعود الجدل حول ارتفاع تكاليف التمدرس في التعليم الخصوصي بالمغرب إلى الواجهة بقوة، وسط غضب الأسر وقلق متزايد لدى الطبقة الوسطى. فبعد سنوات من الزيادات المتتالية في رسوم التسجيل والواجبات الشهرية، وجد الآباء أنفسهم هذا الموسم أمام عبء إضافي يتمثل في الارتفاع الصاروخي لأسعار الكتب واللوازم المدرسية.

الأسر المغربية، التي طالما لجأت إلى التعليم الخصوصي بحثاً عن جودة مفقودة في المدرسة العمومية، باتت اليوم تصرخ من ثقل الفاتورة. كثيرون يتحدثون عن نزيف حقيقي لجيوبهم، حيث تجاوزت مصاريف الدخول المدرسي أحياناً الحد الأدنى للأجور بعدة مرات.

في المقابل، تبرر المؤسسات التعليمية الخاصة هذه الزيادات بارتفاع تكاليف التسيير والضرائب واليد العاملة، فضلاً عن غلاء المعيشة الذي ينعكس على كل القطاعات. غير أن هذه التبريرات لم تعد تقنع أولياء الأمور، الذين يرون فيها مجرد ذريعة لتكديس الأرباح، في غياب أي آلية فعلية للمراقبة أو تقنين الأسعار.

ويجمع خبراء التربية والاقتصاد على أن الطبقة الوسطى هي الخاسر الأكبر، إذ لم تعد قادرة على مسايرة هذا التصاعد المستمر في التكاليف، في وقت تتآكل فيه قدرتها الشرائية تحت ضغط الغلاء العام. كما أن استمرار هذا الوضع يعمق الفوارق الاجتماعية ويحول التعليم إلى سلعة محرومة منها شرائح واسعة من المجتمع.

ومع صمت السلطات وغياب سياسة واضحة لتنظيم القطاع، يتكرر المشهد كل سنة: احتجاجات، شكاوى، ووعود رسمية لا تجد طريقها إلى التنفيذ. لتبقى المدرسة الخاصة ورقة ضغط إضافية على الأسر، بدل أن تكون بديلاً يضمن تكافؤ الفرص وجودة التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى