رغم الأسئلة البرلمانية… هشاشة المستشفيات المغربية تفضح معاناة المرضى والفواتير المرتفعة

فاطمة الزهراء ايت ناصر
عاد الجدل حول جودة الخدمات الصحية بالمغرب إلى الواجهة، بعد انتشار فيديو من إنتاج الصحافي أشرف بلمودن، يكشف عن وضعية صادمة في عدد من المستشفيات، حيث يتم الاحتفاظ بالجثث والرضع رهائن الفواتير، مما أثار موجة استياء واسعة بين المواطنين والفاعلين في المجال الصحي.
وفي سياق متصل، سبق أن أثار النائب البرلماني منير شنتبر، عن الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، قضية الوضع الصحي في المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة بتازة، من خلال سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية.
وأوضح النائب، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن المركز يشتغل منذ أزيد من سنة ونصف بطبيبة أشعة واحدة فقط، لتغطية حاجيات إقليم يضم ساكنة تفوق نصف مليون نسمة، وهو ما تسبب في تراكم غير مسبوق للمواعيد، وتأخير خطير في تشخيص الحالات المرضية، إضافة إلى حرمان فئات واسعة من الولوج العادل والمنصف إلى هذه الخدمة الطبية الحيوية.
وأكد أن هذا الوضع يشكل تهديدا مباشرا لحق المرضى، خاصة في الحالات الاستعجالية والمزمنة، معتبرا أنه خرق واضح للحق الدستوري في الرعاية الصحية، وداعياً الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لمعالجة الخصاص البنيوي وتوفير الحد الأدنى من الأطر الطبية المختصة.
وأضاف المصدر أن استمرار هذا الخلل يفاقم معاناة المرضى وأسرهم، في وقت يعتبر فيه مرفق الأشعة أحد الركائز الأساسية للتشخيص الطبي والعلاج الناجع. وهو ما يفرض، بحسب الفريق الاستقلالي، ضرورة وضع حلول استعجالية ومستدامة تضمن تحسين الخدمات وتخفيف الضغط على الأطر الطبية المتوفرة.
وشهدت بعض المستشفيات بالمغرب مواقف صادمة تكشف هشاشة القطاع الصحي. ففي مستشفى مولاي عبد الله بسلا، اضطرت سيدة على وشك الوضع إلى التوجه على عجل إلى مستشفى السويسي بالرباط لإجراء عملية قيصرية عاجلة، بعد أن تبين عدم توفر الإمكانيات بالمستشفى الإقليمي.
وفي تازة، حُدد لسيدة موعد سكانير عاجل حتى عام 2027، ما يعكس تأخيرات خطيرة في تشخيص الحالات المستعجلة.
كما عانت عائلات من تأخير تسليم جثث أقاربها في بعض المصحات الخاصة لأكثر من شهرين بحجة عدم دفع المستحقات المالية، وكأن حق دفن الميت بات مرتبطًا بدفع فاتورة.
وقبل أسبوع، أثار مقطع فيديو لمستشفى الأمير مولاي عبد الله بسلا موجة استياء واسعة، بعد أن وثق مرضى يجلسون لساعات طويلة في قسم المستعجلات وسط اكتظاظ وغياب التجهيزات الأساسية.





