بوريطة يضع حجر الأساس لمزيد من التعاون الاستراتيجي مع روسيا

حسين العياشي
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في خطوة تعكس استمرار التنسيق الوثيق بين المغرب وروسيا على مختلف الأصعدة.
وخلال هذا اللقاء، أشاد الوزيران بالتقدم الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية المتقدمة بين البلدين في عام 2016، خلال زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو. هذه الشراكة، التي شكلت نقلة نوعية في العلاقات المغربية–الروسية، استهدفت تعزيز التعاون في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد، الاستثمار، الطاقة، الأمن، والتنسيق السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية.
وأشار الطرفان إلى ضرورة مواصلة العمل الذي بدأ منذ 2016 وتعميقه في مختلف مجالات الاهتمام المشترك، بما فيها تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تم التطرق إلى الاستعدادات الجارية لعقد الدورة الثامنة للجنة المختلطة الثنائية، والتي من المتوقع أن تفتح آفاقاً جديدة لتطوير التعاون الاقتصادي، بما في ذلك المشاريع الكبرى في مجال الطاقات المتجددة، النقل، البنية التحتية، وتسهيل المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وبخصوص القضايا الإقليمية والدولية، أكّد الوزيران على أهمية استمرار الحوار السياسي البناء، بما يضمن احترام السيادة الوطنية لكل دولة ويعزز السلام والاستقرار في مختلف المناطق، خصوصاً في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يجمع المغرب وروسيا رؤية مشتركة حول تعزيز الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب.
كما أكد الجانبان على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه التنسيق بين البلدين في المنتديات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومجموعة الـ20، لتعزيز التعاون متعدد الأطراف والتأثير الإيجابي على السياسات العالمية في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة.
في هذا السياق، يمثل الاتصال الهاتفي بين بوريطة ولافروف خطوة عملية لتأكيد استمرار الانسجام بين المغرب وروسيا على جميع الأصعدة، واستعداد الطرفين لتجاوز التحديات المستقبلية بروح من الشراكة والاحترام المتبادل. ويأتي هذا اللقاء في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز انفتاحه الدبلوماسي على مختلف القوى العالمية، في إطار سياسة خارجية متوازنة تسعى إلى توسيع دائرة التعاون، وضمان مصالح البلاد واستقرارها الإقليمي والدولي.





