لقاء أخنوش يعمّق أزمة الثقة بين الحكومة والمجتمع

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أثار الظهور الإعلامي الأخير لرئيس الحكومة عزيز أخنوش على القناتين العموميتين الكثير من الجدل في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي. فبينما حرص أخنوش على تقديم حصيلة حكومته وما اعتبره إنجازات ملموسة في مجالات التعليم والدعم الاجتماعي والاقتصاد، رأى عدد كبير من المتابعين أن اللقاء لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، معتبرين أن رئيس الحكومة تهرّب من أسئلة الصحافيين، وركز على خطاب ترويجي أقرب إلى حملة انتخابية سابقة لأوانها، هدفها التغطية على فشل الحكومة في معالجة ملفات أساسية كغلاء المعيشة، وضعف الخدمات الاجتماعية، وتعثر الإصلاحات.

التفاعل على مواقع التواصل كان سريعاً وحاداً؛ حيث انتشرت تعليقات تشكك في مصداقية الخطاب الرسمي، وتعتبر أن الحكومة تعيش قطيعة مع هموم المواطنين اليومية، خاصة في ظل موجة الغلاء وتراجع القدرة الشرائية. آخرون وصفوا اللقاء بأنه محاولة لتلميع الصورة أكثر من كونه مناسبة لتقديم حصيلة واقعية أو الاعتراف بالاختلالات.

هذه المواقف الشعبية تتقاطع مع ما كشفه استطلاع “الباروميتر العربي”، والذي أظهر أن ثلث المغاربة فقط يثقون في حكومتهم الحالية، أي بتراجع قدره 10 نقاط مقارنة بسنة 2016 عندما بلغت نسبة الثقة 43 بالمائة، وهي أعلى نسبة سُجلت آنذاك. أما الثقة في شخص رئيس الحكومة فلا تتجاوز 3 من كل 10 مواطنين، وهي ثقة مرتبطة أساساً بالشرائح الأكثر تعليماً والأعلى دخلاً، ما يعكس فجوة متزايدة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة.

وبين خطاب رسمي يحرص على إبراز المنجزات، ورد فعل شعبي يغلب عليه التشكيك والانتقاد، يبدو أن الحكومة تواجه أزمة ثقة عميقة. فالمواطنون، الذين ينتظرون حلولاً ملموسة لأزماتهم اليومية، يجدون أنفسهم أمام حصيلة لا تترجم واقعهم، بل تزيد من شعورهم بأن السياسة تحولت إلى واجهة للترويج لا إلى وسيلة للتغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى