لشكر يوجه انتقادات حادة لأخنوش.. أمام صمت مريب لقيادات الأحرار في طنجة

حسين العياشي
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بطنجة أصيلة، كان الجميع يترقب كلمة الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، الذي لم يخف حدة انتقاداته تجاه رئيس الحكومة والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش. وجّه لشكر سهام النقد مباشرة، متهمًا إياه بتغليط الرأي العام وتقديم حصيلة حكومية لا تعكس الواقع.
ما زاد من وقع الكلمة، لم يكن مجرد قوة الخطاب، بل صمت قيادات الأحرار المحلية الحاضرة في القاعة. فبدل أن تنسحب احتجاجًا أو تُسجل موقفًا دفاعيًا عن أمينها العام، اختارت هذه القيادات الصمت، بينما اكتفى بعض الحاضرين بالتصفق، في موقف اعتبره مراقبون سياسيًا محرجًا، وربما أكثر دلالة من مضمون الانتقاد نفسه.
ورغم أن كلمة لشكر وُصفت من قبل المتتبعين بأنها جزء من الصراع الحزبي المعتاد، إلا أن دلالتها تعاظمت بسبب رد الفعل المفترض من خصومه السياسيين. بدا واضحًا أن قيادات التجمع الوطني للأحرار في طنجة فضّلت تجنّب مواجهة علنية مباشرة، حتى عندما تعلّق الأمر بانتقاد صريح لزعيمهم ورئيس الحكومة.
هذا الصمت أثار علامات استفهام حول مدى التزام هذه القيادات بواجب الدفاع عن القيادة الوطنية، وعن الرسائل غير المعلنة التي يمكن استنتاجها من موقفهم السلبي. فبينما شن لشكر هجومه المباشر، ظل ممثلو الحزب في القاعة صامتين، وكأن المشهد نفسه يكشف عن ارتباك داخلي ينعكس سلبًا على صورة الحزب، محليًا ووطنيا على حد سواء.