تقرير: صعود مغربي وارتباك جزائري.. شمال إفريقيا أمام موازين جديدة

حسين العياشي

كشفت مجلة “جيوپوليتيكا” النرويجية، في تقرير حديث عن التحولات العميقة في موازين القوة بشمال إفريقيا، حيث يبرز المغرب كنموذج للدبلوماسية الذكية والانفتاح الاقتصادي، مقابل عزلة دبلوماسية خانقة تعيشها الجزائر بسبب خياراتها المتصلبة.

التقرير أكد أن المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، استطاعت أن تعيد رسم خارطة تحالفاتها الدولية والإقليمية، وأن تجذب استثمارات كبرى من شركاء استراتيجيين في مقدمتهم فرنسا والولايات المتحدة. هذا الزخم تُوِّج بدعم أكثر من 116 دولة لمغربية الصحراء، إلى جانب اتفاقيات اقتصادية بمليارات اليوروهات مع باريس، ما يعكس الثقة المتزايدة في استقرار المغرب وجاذبية مناخ أعماله.

في المقابل، لم تنجح الجزائر، بحسب التقرير، في مواكبة هذه الدينامية. فقد أدّى تشبثها بدعم “مرتزقة البوليساريو” ورفضها الانخراط في مقاربة واقعية لحل قضية الصحراء، إلى تدهور علاقاتها مع قوى دولية كبرى. وأشار التقرير إلى أزمات متتالية عمّقت من عزلة الجزائر، أبرزها سحب سفيرها من باريس وتراجع التنسيق الأمني مع حلفاء تقليديين، فضلًا عن توترات داخلية تزيد من إرباك المشهد.

ورغم أن المغرب لا يتوقف عن مدّ اليد لجاره الشرقي من أجل بناء تعاون إقليمي يعزز الاستقرار والتنمية المشتركة، إلا أن استمرار الجزائر في سياسة القطيعة أبقاها أسيرة حسابات ضيقة جعلتها على هامش الدينامية الإقليمية.

وخلص التقرير إلى أن المغرب يشكّل اليوم نموذجًا لدبلوماسية رشيدة وانفتاح اقتصادي متوازن، بينما ما تزال الجزائر حبيسة أزماتها السياسية والاقتصادية، وهو ما يقلص من طموحاتها في لعب دور إقليمي مؤثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى