فوضى في تدبير الشأن التعليمي بالمحمدية تخرج النقابات للاحتجاج

حسين العياشي
دخل التنسيق النقابي الثنائي، المكوّن من النقابة الوطنية للتعليم (فيدرالية ديمقراطية للشغل)، والجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، في مواجهة مفتوحة مع المديرية الإقليمية للتعليم بالمحمدية، متّهماً إياها بـ”العشوائية واللامسؤولية” في تدبير الشأن التعليمي، ومطالباً وزارة التربية الوطنية بفتح تحقيق “نزيه وشفاف” لإعادة الأمور إلى نصابها.
في بيان مشترك، أكّد التنسيق النقابي أن مديرية المحمدية تعيش حالة غير مسبوقة من الفوضى، خصوصاً في تدبير ملف الموارد البشرية، مشيراً إلى “الخروقات الصريحة” التي طالت الحركات الانتقالية، وسط “صمت مريب” من المدير الإقليمي، وغياب تام لدوره في ملفات وُصفت بالجوهرية.
النقابتان شددتا على رفضهما للتعيينات “العشوائية والانتقائية”، التي وصفت بأنها تتم خارج المذكرات الوزارية، في مؤسسات مثل ابتدائية ابن الياسمين، الانبعاث، والنهضة. كما ندد البيان بـ”الريع الإداري” في تدبير مناصب التكليف، التي تحولت – بحسبه – إلى “تعيينات مشبوهة بلا سند قانوني”.
البيان لم يقف عند هذا الحد، بل اتهم المديرية بـ”الكولسة والتعتيم” في معالجة ملفات الفائض والخصاص، من خلال إخفاء اللوائح الفعلية، الأمر الذي “يضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق” ويزرع أجواء من التوتر داخل المؤسسات التعليمية.
كما استنكر “التكتم المقصود” على المعطيات الخاصة بالحركات الانتقالية، وعدم إشراك جميع النقابات في تدبير الملفات الكبرى، في ما اعتُبر “خرقاً واضحاً لمبدأ الشراكة والحوار”.
التنسيق النقابي صعّد لهجته واعتبر أن “تعطيل اللجنة الإقليمية المشتركة” جاء لصالح “تكليفات على المقاس”، موجهاً أصابع الاتهام إلى رئيسة مصلحة الموارد البشرية بـ”الاستفراد بالقرارات وفرض منطق التحكم والوصاية”، في “تجاوز صارخ للتدرج الإداري”.
كما دعا إلى توسيع التحقيق ليشمل التدبير المالي، وليس فقط الموارد البشرية، معتبراً أن ما يجري محاولة لـ”إضفاء الشرعية على الريع والفساد”.
التنسيق حمّل المدير الإقليمي كامل المسؤولية عن “الفوضى والاحتقان” اللذين تعرفهما المديرية، مطالباً الوزارة الوصية بالتدخل العاجل لفتح تحقيق في “الخروقات الخطيرة”، وترتيب الجزاءات اللازمة.
وفي ختام بيانه، أعلن التنسيق تضامنه “المبدئي واللامشروط” مع ضحايا ما وصفه بـ”العبث التدبيري”، داعياً نساء ورجال التعليم بالمحمدية إلى رفع منسوب اليقظة والانخراط في الأشكال النضالية المرتقبة خلال الأيام المقبلة.





